بقلم : حليم أسكندر
لو بتحبوا البلد دي !! اسم أغنية جميله للشاعر محمد رفاعي تذكرتها وأنا أشاهد واسمع وأتابع  ما يحدث في بلدنا العزيزة من حوادث تدمع لها العيون وتدمي لها القلوب ويهتز لها الضمير والوجدان!!! فلا يكاد يمر يوم دون أن نسمع أو نشاهد أو نقرأ عن  حادث بشع سواء كان قتل أو سرقه أو نصب أو انتهاك  للحرمات ولحقوق الإنسان بحيث أصبح الخبر المفرح هو الاستثناء بينما القاعدة هي الأخبار السيئة !!

ومن تلك الأخبار السيئة ما تلقيته بالأمس من احد أولياء أمور الطلاب  حول ما يتعرض له الطلاب المسيحيين بمدرسة " الوحدة الوطنية " الثانوية بقرية الكشح مركز دار السلام بمحافظة سوهاج علي يد "  بعض "  الطلاب المسلمين  من ضرب وسب واهانة وتجريح  !!  قال مدرسة -  الوحدة الوطنية -  قال !!! اسم علي مسمي بصحيح !!! ونعم الوحدة الوطنية !!!

والتفاصيل تقول: أن الطلاب المسيحيين بمدرسة الوحدة الوطنية الثانوية بقرية الكشح مركز دار السلام بمحافظة سوهاج يتعرضون بصفة مستمرة للسب والشتم والتجريح والاهانة والضرب علي يد بعض واكرر بعض الطلاب المسلمين من قري البلابيش المجاورة  وكان احدث اعتداء  يوم الثلاثاء الماضي الموافق 19 فبراير 2013 ، حيث اعتدي بعض الطلاب المسلمين علي إخوتهم المسيحيين وقاموا بضربهم عقب خروجهم من المدرسة باستخدام العصي والسلاسل والجنازير وكاد أن يسقط قتلي من الطلاب الأقباط لولا تدخل الاخوه المسلمين الشرفاء الأفاضل ذوي النخوة والشهامة والذين يحملون  الجينات المصرية الاصيله وروح التسامح والذين تدخلوا بقوة لفض تلك المشاجرة وعلي رأسهم السيد جمال عبد الكريم !!

كما كان دور السادة الأفاضل ضابط الشرطة بنقطة شرطة الكشح والسيد رئيس المباحث ومأمور المركز دور مشرف وقد تواجد الأمن بكثافة داخل المدرسة لمدة ثلاثة أيام متتالية وحتى الآن هناك متابعه أمنية مستمرة عن طريق الدوريات.

أحب أن اشدد وأن أؤكد مجدداً علي أن تلك الأفعال يقوم بها بعض وليس كل  الطلاب المسلمين ، فهناك من الطلاب من يعد نموذجاً جيدا للمحبة والتسامح والتعايش واحترام وقبول الأخر.

ومن أسباب تكرار تلك الأحداث:-

1- إدارة المدرسة ضعيفة ومتخاذلة ولم تتخذ أي إجراء قوي أو عقاب رادع للمعتدين من اجل عدم تكرار تلك الأحداث.
2- قيام السيد " ع ك م " الأخصائي الاجتماعي !!! بتحريض الطلاب المسلمين ضد إخوتهم المسيحيين !!! واضح انه شايف شغله كويس !!!
3- عدم قيام مدير الإدارة التعليمية بدوره والذي يتمثل في إقالة أو محاسبة إدارة المدرسة الفاشلة والتي تعد من الأسباب الرئيسية في تكرار تلك الأحداث بسبب تقاعسها أو تواطؤها أو عجزها عن محاسبة الطلاب المعتدين واتخاذ إجراء رادع ضدهم.
4-  الأخصائي الاجتماعي والذي يعد من صميم عمله حل المشكلات بينما نري أن الأخصائي الاجتماعي هنا هو من يقوم بدور المحرض !! 
5- المدرس " م ز " المدرس بالمدرسة هدد بتحويل المدرسة إلي بركة من الدماء.
6- اتهمت إدارة المدرسة – كذباً وبهتاناً - بعض المدرسين المسيحيين بالمدرسة بأنهم وراء تحريض الطلاب المسيحيين علي الإضراب والبعض الأخر بأنهم يريدون إحداث فتنة طافية بالقرية، بدلاً من أن تعاقب المعتدين عقاب رادع ولكنها تلجأ لسياسة التوازنات من اجل الضغط بصلح عرفي متوقع كالعادة في مثل تلك الأحداث !


جدير بالذكر أن الطلاب المسيحيين نتيجة لتكرار تلك الأحداث وعدم عقاب وردع المعتدين اضربوا عن الذهاب إلي المدرسة أيام الأربعاء والخميس والسبت وقد انتظم بعض الطلاب في الحضور في حين استمر البعض الأخر في إضرابهم حتى كتابة هذه السطور ! منتظرين قيام المدرسة والأمن بدورهما في التصدي لتلك الأحداث وعقاب المعتدين عقاباً رادعاً !! ولكن يبدو أن انتظارهم سيطووووووووووووول !!

أيها السادة الأفاضل يا من يهمكم الأمر:-


 واخص بالذكر- إدارة المدرسة والإدارة التعليمية ومديرية التربية والتعليم بسوهاج ووزير التربية والتعليم وصولاً إلي السيد هشام قنديل رئيس الوزراء والسيد الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية... أضم صوتي لصوت الشاعر محمد رفاعي وأقول لكم جميعاً  : لو بتحبوا البلد دي ؟

  عليكم بالتحرك لوقف تلك الأعمال التي تتنافي مع ابسط قواعد المساواة والمواطنة والحرية والعدالة !!!  وروح الود والتسامح التي نتغنى بها نهاراً وليلاً !!! فهذه الأحداث تتسبب في جرح غائر في نفوس هؤلاء الطلاب المعتدي عليهم من إخوتهم وشركائهم في الوطن وتشعرهم بالدونية وأنهم مواطنين من الدرجة الثانية وتساعد في تخريج جيل محطم نفسياً !

هذه الأحداث لو لم يتم منعها بحزم وحسم من الممكن أن تتسبب في فتنة طائفيه وضحايا أبرياء يقتلون دون ذنب أو جريرة ولا ننسي أن تلك القرية وتلك المنطقة شهدت عامي 1999 و2000 أحداث طائفيه استشهد علي أثرها21 شهيداً من المسيحيين ، أيها السادة رفقاً بالوطن والمواطنين عليكم التحرك والتحرك السريع من اجل وأد تلك الفتنة وهي في مهدها والاستماع لصوت العقل وصرخات واستغاثات أولياء أمور الطلاب المسيحيين ، عليكم الاستماع لصوت العقل والضمير والحس الوطني والإنساني فكلنا مصريون ومصرنا الحبيبة قادرة علي احتضان الجميع .... فهل من مجيب ؟