بقلم : مدحت ناجي
عزيزى القارئ،وبعد أن تحدثنا عن كيفية رؤية الآخر لى،من خلال:
1 - عينى المعبّـِرة،                    2- وملامحى الهادئة،                               3 - وصوتى الودود،
4 - وسلامى المدعّـِم،                  5 - وكلماتى البنَّـاءة،                               6 - ومفرداتى الإيجابية
اود ان نشير الى مفتاح جديد،يفتح الباب أمام الآخر ليرانى بشكل فريد،ألا وهو:
7 - حديثى المثمر،
والذى يتجلى أثره فى أربعة ملامح:

أ.مريح،
إذ أن كل من يتحدث معك يشعر بالراحة،ولعل هذا يذكرنا بقصة الشمس الرياح اللتين تنافستا فى أيهما أشد قوة بحيث تجعل أحد الرجال يخلع معطفه...
وهنا جاءت الرياح بمنتهى القوة  تضرب فى الرجل على أمل أن يخلع معطفه،وكلما اشتدت قوة الرياح،كلما تمسك الرجل بمعطفه أكثر ...إلى أن أعلنت الرياح عن عدم نجاحها فى تحقيق هدفها...
فتقدمت الشمس وأشرقت فى هدوء جميل،وبلطف وسلاسة،فإذ بالرجل يخلع معطفه...
أتدرى عزيزى القارئ لماذا خلع الرجل معطفه؟لأن للطف واللين قوة أكبر من الشدة والعنف.
لذا نحن فى احتياج ليكون حديثنا مريحاً لكل شخص نقابله،وأيضاً أن يكون

ب.مناسباً،
بمعنى أن تتكلم فيما يلذ لمحدثك،وبما يتوافق مع الذوق العام،والإحتياج الشحصى للطرف الآخر،فمن غير المقبول أن تتحدث عن صحتك القوية أمام مريض،ولا عن جمال الحرية فى زيارتك لسجين،ولا عن الأطعمة الفاخرة مع شخص يبحث بالكاد عن طعامه اليومى،ولا عن غناك مع شخص فقير...
فدعنا عزيزى القارئ،أن نختار الموضوع المناسب،الذى يهم الآخر ويحافظ على مشاعره،وجميل أيضاً أن يكون حديثنا

ت.متبادلاً،
بمعنى ألا يحاول أحد أن ينفرد بالحديث مع الآخرين،أو ينفرد شخصان بالحديث معاً ،تاركَان الآخرين مجرد مستمعين،فمهارات التواصل الفعال تتطلب منا أن نراعى مشاركة الجميع فى الحديث،ويكون لكل شخص مشاركته الشخصية، ليشعر كل عضو أن له مشاركة وله إضافة وله قيمة...وهذا قد يتطلب وجود شخص داخل المجموعة يتمتع بكفاءة إدارة المجموعات...وحديثنا المثمر يتطلب منا أن يكون

ث.إيجابياً،
وما معنى أن يكون الحديث إيجابياً؟
جاء رجل الى سقراط وقال له:هل تعلم يا سقراط بما سمعته عن أحد طلابك؟فأجابه سقراط:هل أنت متأكد من أن ما ستخبرنى به صحيحاً؟
فأجاب الرجل لا،فى الواقع أنا سمعت الخبر... وأكمل سقراط وسأله:هل ما ستخبرنى به عن طالبى شئ طيب؟ فأجاب الرجل:لا،على العكس.
 وأكمل سقراط وسأله:هل ما ستخبرنى به عن طالبى سيفيدنى؟فأجاب الرجل:فى الواقع لا.
فتابع سقراط وقال له:
اذاً،ما ستخبرنى به عن طالبى،ليس صحيحاً،ولا طيباً،ولا فائدة له،فلمادا تخبرنى به؟
وهذا عزيزى القارئ ما يسمى بالفلتر الثلاثى لسقراط.
لذا دعونا نختبر كل ما سنقوله،هل هو إيجابى أم لا؟وألا نتحدث إلا بالمؤكد فقط،آخذين فى الإعتبار اننا لا نتحدث بكل ما نعرفه ،لأنه قد يفتح علينا أبواباً قد لا نستطيع إغلاقها...وعلى هذا فليكن سمات حديثنا المثمر أن يكون:
مريحا،ومناسباً،ومتبادلاً،وإيجابياً...
ولحديثنا المثمر بقية...