الأقباط متحدون - المسئولية الكرازية للكنيسة الأرثوذكسية
أخر تحديث ٢٢:٣٥ | الأحد ٢٤ فبراير ٢٠١٣ | ١٧ أمشير ١٧٢٩ ش | العدد ٣٠٤٧ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

المسئولية الكرازية للكنيسة الأرثوذكسية

المسئولية الكرازية للكنيسة الأرثوذكسية
المسئولية الكرازية للكنيسة الأرثوذكسية

Oliverكتبها

2- البشارة المفرحة

كان الجزء الأول من هذا المقال بعنوان التعليم الأرثوذكسي .و ها قد أتينا للجزء الثاني من موضوعنا عن الكرازة في الكنيسة الأرثوذكسية.

لا أظن أنه توجد حاجة لإثبات ضرورة الكرازة في الكنيسة أي كنيسة.فالمعلم الصالح قبل صعوده أصدر تكليفاً وحيداً واضحاً لتلاميذه القديسين و هو تكليف مستمر ما دامت هناك حياة و كنيسة و رعاة. و ما دام يوجد غير مؤمنين.و هو التكليف الوحيد الذي حرص علي توضيحه.( إذهبوا- إكرزوا- تلمذوا- عمدوا بإسم الآب و الإبن و الروح القدس).

و كأن كل الإعداد الذي تم في ثلاثة سنيين و نصف مدة خدمة المسيح علي الأرض كان هدفه إعداد تلاميذ كارزين.

ثم أعطاهم السيد الرب روحه القدس الذي فيه كل قوة الكرازة و التأثير و التغيير.كما أعطاهم أدوات الكرازة ( الايات و العجائب و المواهب و الألسنة و الحكمة و سر الشركة)

كما أعطاهم الحوافز و الدوافع المشجعة للمضي قدماً في وصية الكرازة رغم المشقات التي تزين طريق البشارة حتي و لو بلون الدم. ضمن هذه الحوافز الروحية :
1- الوجود مع المسيح (حيث أكون أنا يكون خادمي أيضاً)يو 12 : 26
2- السلطان و المجد ( و أنتم الذين تبعتمونني تجلسون علي إثني عشر كرسياً و تدينون أسباط إسرائيل) مت 19 : 28
3- الشركة مع الثالوث و هو أعمق دافع هو هذا (يكونون واحداً مع المسيح في الآب و الروح القدس كما طلب المسيح من الآب في بستان جثسيماني)لذا مضوا في شركة الروح و كانت صفة الشركة واضحة للغاية في الكنيسة الأولي.يو 17: 21
4- ميراث أبدي للرعاة الأمناء و الكارزين بالمسيح الذي يحب أن يلقبه بطرس الرسول برئيس الرعاة.1 بط 5 : 4
لذا من الجدل الفارغ أن نناقش هل يجب أن تقوم الكنيسة بالكرازة؟ فالأمر لا يتطلب حتي التفكير في هل نكرز أم لا بل يتطلب التفكير في كيف ننفذ تكليف

الكرازة الذي أوصي به مخلصنا الصالح قبل صعوده إلي السماء؟ماذا يلزمنا لنكرز؟
الكرازة ليست أمراً إختيارياً. الكنيسة الأرثوذكسية توصف دوماً بأنها أم ولود.و لن تكن أماً ولوداً سوي بتلمذة بنيناً جدداً و تعميد دائم لمن يقبل المسيح و بغير ذلك تكون أم عاقر.

هل الكرازة عمل الرعاة وحدهم؟
بكل تأكيد الإجابة لا.... الكرازة هي إنعكاس إيمان المسيحي الحق علي المجتمع.و عبارة (جالوا مبشرين بالكلمة) كانت تنطبق علي كل إنسان في الكنيسة الأولي.رعاة و رعية.و عبارة أنتم نور العالم تخص جميع المؤمنين دون تصنيفات.

لذا فإن إنتباه الأرثوذكس (رعاة و رعية) لهذه المسئولية المكلف بها كل مسيحي هو أمر يتطلب تعليماً أرثوذكسياً من منطلق جديد.

حال الكرازة في الكنيسة الأرثوذكسية
كانت الكنيسة الأرثوذكسية منارة للعالم كله بآباءها القديسين.ببطاركتها العمالقة في القرون الستة الأولي.برهبانها الأفذاذ في الروحيات و التدبير.بمكتبتها

بالإسكندرية المنارة التي أضاءت المسكونة.بعلماءها في الكتاب المقدس و اللاهوتيات الذين قادوا المجامع المسكونية.ثم ماذا؟
ثم أضحت تتغذي علي هذا الخزين الروحي الدسم دون أن تنتج جديداُ إلا فيما ندر.و إنسحب دورها المسكوني شيئاً فشيئاً بعد توالي الإنشقاقات بين كراسي العالم الكبري منذ أواخر القرن الخامس.

و دخلت لعنة الإسلام التي حجبت نور مصر علي العالم في كافة المجالات الحضارية و الروحية و حجبت معها دور الكنيسة الأرثوذكسية المسكوني.
و إنحسر بالتدريج كل ما كان يميز الكنيسة الأرثوذكسية و يؤهلها لقيادة العالم الروحي.

و توالت عصور مظلمة في الكنيسة الأرثوذكسية.و أخطر ما فيها صراعات الرئاسة منذ القرن العاشر حتي الرابع عشر.هذه الحقبة الشقية أفرزت كنيسة هشة من الداخل
.كل إشتياقاتها أن تقيم قداس بعيداً عن هجمات العرب و البرابرة.كان هذا العصر إعلاناً رسمياً بإغلاق مدرسة التعليم الأرثوذكسي و الذي أصبح ساري

مفعول منذ القرن الرابع عشر و حتي يومنا هذا.كان هذا مروراً سريعأ لتاريخ الكرازة في الكنيسة الأرثوذكسية.فماذ أفرزت هذه الحقبة؟
1 – أفرزت حالة إنسحاب متواصل للدور المسكوني للكنيسة و بالتالي لم يعد هناك مجال للحديث عن الكرازة المسكونية.

2 – أفرزت تقوقعاً و عدم تطور للطقس و الألحان و عدم تواكب مع التطور البشري و الثقافي.

3 – أفرزت ضعفاً رهبانياً شديداً و هو سر هشاشة الكنيسة من رأسها.

4 – بتطور الضعف ظهرت طوائف متنوعة لم تكن الطوائف إضافة في الكرازة بل فقط تغيير المؤمنين بالفعل من طائفة إلي غيرها من الطوائف المستحدثة.فكان مشهداً مثيراً يعكس و لا يزال يعكس قصور كبير في مفهوم الكرازة لدي جميع الطوائف في مصر.

5 – بظهور الطوائف ظهر التعليم الأرثوذكسي حساساً للغاية .الرعاة خائفون من الوقوع في معتقدات غير أرثوذكسية .خائفون من الحديث عن الروح القدس.خائفون من إستخدام المواهب. خائفون من قياداتهم الدينية و من إتهامات المتشددين منهم .خائفون من محاكمات كنسية لم تراع حق المسيح بل تميل حسب الهوي.فأصبح المعلمون يتبنون تعليماً إنسحابياً يميل إلي عزل الأرثوذكس بعيداً عن الطوائف الأخري.و إستمر الأمر حتي صار هناك حاجزاً نفسياً بين المسيحيين و المسيحيين يحتاج الكثير من الجهد و التواصل لتعويض تباعد المؤمنين بالمسيح في مربعات طائفية لا تتلاقي .في جو مثل هذا لا يصلح أن

تسأل هل يمكن أن نكرز بالمسيح؟
6 – بالتوسع في إنشاء كنائس في المهجر كان العشم أن تقوم الكنيسة الأرثوذكسية بدورها المف...


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع