تحقيق:عماد توماس
تقع مدينة وادى القمر فى غرب محافظة الاسكندرية وتتبع حى العجمى وتبلغ مساحتها حوالى 33 فدان، وهى مدينة مسجلة بطريقة هندسية طبقا للخرائط المساحية الصادرة عن هيئة المساحة المصرية عام 1944 وتشير الخرائط المساحية ان المدينة تحتوى على تجمع سكنى قائم يحتوى على منازل ومحلات تجارية ومساجد ومقاهى وأنديه ويحدها من الجنوب احواض الملح الطبيعية ذات اللون الأبيض الناصع المعروف بالملح الكريستالى والخاصة بشركة المكس للملاحات وبحيرة مريوط السمكية ومن الشرق يحدها منطقة المكس السياحية، وتعتبر مدينة وادى القمر مدينة محورية لكونها تقع فى مدخل الطريق الدولى وطريق ميناء الدخلية وطريق الساحل الشمالى
تعانى منطقة وادى القمر من تلوث ناتج من مصنع شركة أسمنت بورتلاند “تيتان” بالإسكندرية يبعد عدة أمتار عن المبانى السكنية بالمدينة.
فى البداية التقى "الأقباط متحدون"، مع الأستاذ "محمد الضبع"، المنسق العام والمتحدث باسم اللجنة التنسيقية الشعبية بوادى القمر، قال لنا ان عدد سكان وادى القمر حوالى 65 الف نسمه معظمهم من أبناء قبائل أولاد علي وقبائل جهينة وبعض العائلات التى ترجع جذورها لمحافظتى المنوفية والغربية. ويتميز اهالى المنطقة بالعادات والتقاليد القبلية وتربطهم صلات قرابة ومصاهرة.
ويوضح لنا "الضبع"، اسم وادى القمر يعود الى العصر الفعرونى حيث كانت تسمى (نت غيتس) اى غيط الملح وفى العصر اليونانى كانت تسمى (مونوى) وتعنى القمر وفى العصر الورمانى انشأ انطونيوس بيروس بهذه المنطقة باب القمر وفى العصر الاسلامى سمى باب القمر بباب العرب وكان التجار القادمون من الغرب يدفعون الماكس اى الضريبة فى هذه البوابة.
من جانبه يقول "وليد موسى" محامى الاهالى وأحد سكان المدينة، ان شركة الاسكندرية لأسمنت بورتلاند تاسست فى 7 يونيو عام 1948 بغرض صناعة الأسمنت وتجارته وكانت افرانه الثلاثة تعمل بالطريقة الرطبة الملوثة للبيئة وكانت لهم رخص اولها عام 1951 ثم انشا الفرن الرابع وبدأ انتاجة عام 1983 بدون ترخيص من هيئة التنمية الصناعية وانشأ الفرن الخامس عام 2002 خارج الخريطة المساحية للشركة وحصل على رخصة مؤقتة لمدة 6 أشهر من حى العامرية بالاسكندرية تم تجديدها مرتين وهى رخصة مخالفة للقانون باعتبار الحى ليس الجهة المنوط بها اصدار الترخيص للمصانع وهى رخصة غير شرعية تتكلف 4 جنيهات فقط رسوم. ويضيف "موسى" أن الشركة بيعت بثمن بخس 620 مليون جنيه فى ظل النظام السابق لعاطف عبيد الى شركة بلو سركل الانجليزية فى 24 يناير 2000 ثم باعتها شركة بلوسركل الانجليزية الى شركة لافارج الفرنسية بعدة مليارات من الجنيهات فى 11 يوليو 2001 ثم باعت شركة لافارج الفنرسية الشركة الى شركة تتيان اليونانية فى عام 2006
واكد محامى الاهالى على ان القانون رقم 2 لنائب الحاكم العسكرى عام 1996 يحذر من انشاء هذه المصانع الا خارج كردون المنطقة السكنية بالاسكندرية وبمسافة تزيد عن 60 كيلو متر. مشيرا الى ان عدد العاملين فى الشركة انخفض من 2500 عامل الى 320 فقط.
اتهامات الاهالى للمصنع بالتلوث الذى يؤدى للموت
اتهم اهالى المنطقة، الشركة باستخدام الطريقة الجافة فى صناعة الاسمنت، وهى الطريقة التى تعتبر شديدة الخطورة على حياة الانسان والحيوان والنبات وأحواض الملح الطبيعية بشركة المكس للملاحات.
وقالو ان هناك المئات من المرضى والمتوفين اطفالا وشبابا بسبب التلوثات المنبعثة بالغازات او تلوث التربة والغبار
وفى جولة ميدانية لـ"الأقباط متحدون"، داخل المنطقة ، شاهدنا الاتربة على الاشجار الموجودة التى تؤدى الى جفافها وتساقط اوراقها. كما شاهدنا الاتربة والغبار على واجهات المنازل-واخبرنا الاهالى ان الشركة قامت بطلاء واجهات المنازل على حسابها حتى تظهر الصورة جيدة كما قامت بعمل مستوصف لعلاج اهالى المنطقة.
يقول احد مواطنى "وادى القمر" ويدعى "احمد محمد"، ولديه من العمر 57 عاما- ويعانى من ضيق فى الشريان التاجى، أنه ينام يوميا مرتديا "كمامة" بسبب تلوث مصنع الأسمنت مضيفا : " لا يصح ان يتواجد مصنع اسمنت فى منطقة سكنية وطالب بنقل المصنع الى منطقة صحراوية او نقل المنطقة
وتعليقا على شراء الشركة لفلاتر جديدة تقلل من التلوث، قال "احمد محمد"، ان الشركة احضرت فلتر لكن المصنع يقوم بتشغيلة بالنهار ويوقفة بالليل. وأضاف ان جميع اعضاء مجلس الشعب من الحرية والعدالة يعرفون المشكلة مشيرا الى أن الامر لم يختلف من العهد السابق الى العهد الحالى للدكتور مرسى!!
مواطن من وادى القمر يشكو من تلوث مصنع اسمنت
ويقول احد المواطنين الشباب، ويسكن خلف مصنع الاسمنت وهو خريج جامعة الاسكندرية انه تزوج 2011 ورزقه الله بطفل وبعد ولادته تم وضعه 45 يوم فى الحضانة على جهاز تنفس صناعى باحدى مستشفيات الاسكندرية، بسبب مشاكل فى القلب والرئتين وقال انه عالج ابنه لانه قادر لكن هناك نحو 20 الف طفل بوادى القمر اهاليهم من البسطاء لا يستطيعو علاج ابناءهم
وقال ان الاطباء نصحوه بمغادرة "وادى القمر" !!
احد مواطنى وادى القمر:هناك نحو 20 الف طفل يعانون المرض
