كتب : مدحت ناجى حافظ
عزيزى القارئ،
هل أدركنا ما المقصود بالمفردات الإيجابية ؟ ولا سيما بعد معرفة قصة الضفدعة،والتى ادعوك لإعادة قراءتها فى المقالة السابقة.
انها المفردات التى تمنح الأمل والتشجيع للآخرين.لذا سنبدأ من الآن أن يكون لنا الإتجاه الإيجابى،ونستخدم المفردات الإيجابية،فلا نقول كلمة (صعب) انما نقول (ليس سهلا- مش سهل).أتدرى لماذا؟ هل هناك فرق بين أن نقول (صعب) أو ان نقول (مش سهل)؟
بالطبع،فالكلمة الاولى (صعب) قد وضَعتْ حاجزا أمام إمكانية الإنجاز،ولا تشجع الآخر على المحاولة،بينما الثانية (مش سهل) تعطى امكانية الإنجاز.
كما أود أن أضيف الى ان ما نريده هو التركيز على ما نريده وهو(السهولة) وليس التركيز على ما لا نريده وهو (الصعوبة).
وعلى هذا القياس،نرجو أن تكون كل مفرداتنا....
فلا نقول:لماذا أنت متردد؟ بل نقول:لماذا لستَ واثقا فى نفسك؟ وهنا نوجه نظر الآخر الى الثقة،وهو ما نريده ...
ولا نقول:لماذا انت سلبى؟ بل نقول:لماذا لستَ ايجابياً؟ وهكذا نؤكد على ما نرغبه وهو الإيجابية...
ولا نقول:لماذا انت قلق؟ بل نقول:لماذا لستَ مطمئناً؟ وبهذا يتجه فكرنا الى الاطمئنان وهو ما نريده....
وعلى هذا نرجو تحويل الكلمات الآتية الغير إيجابية الى كلمات إيجابية،نستخدمها فى حياتنا،وتصبح جزءاً من كياننا،وهى:
غلط (مش صح)،ضعيف (مش قوى)،سيئ (مش حلو)،كذاب (مش صادق)،ضائع (مش لاقى نفسه).....إنها دعوة ليصبح كل منا إضافة قيمة لكل شخص نقابله...
وهنا اسمحوا لى أن اتذكر معكم رجل الأعمال الفاضل الذى مر على طفل صغير يبيع بعض الأدوات البسيطة فى الشارع...فترك له مال،ومضى دون أن يأخذ منه شيئاً،وشعر رجل الأعمال أنه لا يليق به أن يغادر دون أن يأخذ شيئاً من الطفل،فرجع اليه ونظر له وقال:أرى أن لديك بضاعة جيدة،يمكنك بيعها،وأنا أيضاً لدىَّ بضاعة جيدة أبيعها،
فنحن الاثنان رجال أعمال. ورحل الرجل....
وبعد سنوات،وإذ بالطفل الصغير وبعد أن أصبح رجل أعمال ناجح،يقابل رجل الأعمال،ويسأله:هل تتذكرنى؟
فإعتذر له الرجل وقال له :لا أتذكر.
فأجابه الشاب قائلاً:
أنا الشخص الذى انت أرجعتَ له إحترامه لنفسه،فقد كنتُ أعتقد أننى شحاذاً،إلى أن أتيتَ أنت وأخبرتنى إننى رجل أعمال....
عزيزى القارئ،
هذه هى المفردات الإيجابية،وهذا هو أثرها على أنفسنا وعلى الآخرين...ولحديثنا بقية....