كتب : هشام خورشيد | الاثنين ١٨ فبراير ٢٠١٣ -
٤٣:
٠٩ ص +03:00 EEST
محمد أبن عبد الوهاب
كتب : هشام خورشيد
لتفتيت المنطقة
جميع الحركات الإسلامية الحديثة لها نفس المشرب الوهابي وتتخذ الدين غطاء لأهداف دموية
إن للدماء هيبة وخشوع يغفل عنها ما عميت قلوبهم بالضلال المتستر خلف العقائد فمنذ عشرات القرون أدرك الغرب أن حرب "العقيدة" اخطر ما سوف يواجه إمبراطوريتهم وطموحاتهم التوسعية , وتجذرت تلك الفكرة وتم التمهيد لها جيداً حتى حان الوقت لإسقاط الدولة المسيطرة على منطقة الشرق – الدولة العثمانية – عن طريق إفساد السلاح الأخطر المتمثل في العقيدة .
تفرد الاسلام بغيره من الديانات والفلسفات بتشريع "الجهاد" ولكنه وضع ضوابط صارمة لحقن الدماء إلى أقصى حد ممكن فأساس التشريع جاء للدفاع عن النفس والمال والعرض والأرض، حتى بدء يخرج من يحدثون تلك الضوابط ويتحايلون عليها لتخدم مصالح سياسية بعيداً عن المنظور الحقيقي التي شرعت من اجله فكانت أول حرب مقدسة في الاسلام عندما قرر كفار قريش الاغاره على المسلمين رداً على طلبهم استرداد جزء من أموالهم التي سلبت منهم في الهجرة
اختارت أجهزة المخابرات في العصر الحديثة وخاصة الاستخبارات البريطانية – الراعي الرسمي للجماعات المتطرفة - عناصر حربها الباردة طويلة المدى بعناية فائقة ومهدت الطريق أمام أدواتها القادمة بخلق تيارات دينية شذت عن القواعد الفقهية الثابتة , وكانت أولى تحركتها الفعلية في ذلك المضمار منذ مائتي عام مستخدمة مؤسس الفكر الوهابي بالجزيرة العربية فقيه البادية "محمد بن عبد الوهاب" ليكون حجر أساس مدرسة "العنف المقدس" فيتفرع منه عدة فروع تنهال من نفس المشرب الدموي المغلف بمنظور دينى ابعد ما يكون عن جوهر الدعوة الإسلامية.
فشل عبد الوهاب في أن يكون صورة من والده العالم الوسطى وحقده على نجاح أخيه كانا نقطة السيطرة التي لعبت عليها مخابرات بريطانيا لتسيطر على الهدف وتولد فيه أفكار الدم والتي تخدمها في مشروع "التقسيم الأول " عن طريق خلق دويلات مستقلة بع الانهيار العثماني لتضمن شتات القوة العربية والتي تمثل خطورة كبيره على أوروبا حالة تماسكها وبناءها من جديد لهذا كان الهدف هو التقسيم العقائدي والاجتماعي على أسس متطرفة.
بدء ابن عبد الوهاب الخطوة الأولى في إهدار الدم باسم الدين ضد أتباع الدين الاسلامى أنفسهم مستخدماً بعض الآيات والأحاديث في غير موضعها وعلى غير تفسيرها بعد أن تحالف مع الجاسوس الانجليزي "همفر" الذي كلفه بتأسيس مذهبه الوهابي أثناء لقاءاتهم بالبصرة تنفيذاً لتعليمات من وزارة المستعمرات الانجليزية .
كان عبد الوهاب اللبنة الأولى لبناء العنف في الاسلام وتتبعت بعده الحركات التي اتخذت من الجهاد سلاح لنشر فكرها وظهر بعد العديد من المحدثين لفقه مع اختلاف المسميات لكنها اتفقت على نبذ المجتمع واعتزاله وتنويع الكفر وتصنيفه لكي لا يفلت مخالف واحد ولا يخرج عن دائرة الكفر لكي تقام الحجة ويستباح قتله في راحة ضمير وانتصاراً للدين كما يعتقد ضحايا هذا الفكر الدخيل.
خرج من عباءة الفكر الوهابي مجموعة اقل تشدداً في الظاهر إلا إنها تؤمن إيمانا كامل بما تحتويه كتب ورسائل ابن عبد الوهاب أطبق عليهم "السلفيين" لادعائهم أن منهجهم هو منهج السلف الصالح – الجيل الثاني من المسلمين بعد الصحابة – وكانت جماعة الأخوان المسلمين ضمن تلك المجموعات المنبثقة من الحركة الوهابية كما كانت الجهادية والتكفيرية.