كتب : د.ماجد عزت إسرائيل

   تعنى كلمة "كرنفال" احتفالات شعبية تجوب الشوارع طولاً وعرضاً،ويصاحبة عادة نشاط  تجارى فى حركـــة البيع والشراء،حيث يقبل عامة الشعب على شراء ملابس ذات ألوان مزركشة(متعددة الألوان) يغلب عليه  بكثرة  الـلون الأحمر،وغالبا مايأتى الكرنفال فى منتصف شـــهر فبراير من كل عام،ولذا يكون متزامناً مع عيد "الحـــــب" وهنا يكثر شراء الورد الأحمر،والهدايا ذات الألوان الحمراء،ويتبادل الأهــل والأصدقاء والأحــباء التهنئة بهذا العيد،فما هى حقيقة هذا العيد؟.
     تعتبر احتفالات الكرنفالات  من تقاليد المذهب "الكاثوليكى" لأنها ترتبط بإعلان بــدأ الصوم المقدس ،ويطلق عليها أسماء مثل الفــــاشينج أو " فــــاست ناخـــــت " أي" ليلة الصيام" الذي يستمر لمدة ( 40 يوماً) ، إى نحــو( 6) أسابيع  والكتاب المـقدس يذكرهــا باسم "الأربعين المــــقدسة"،و يستطيع الفرد خلال فترة الاحــتفالات بالكرنفــالات، التى غالباً ما تنتهى فى يوم الأربعاء، الذى يســبق الصيام مباشرة أكل اللحوم بكل أنواعهـا أو شرب البيرة،أو النبيت،أو بمعنى روحى آخر، التخلص من جميع خــــــطاياه،ليبدأ صوماً طاهراً،كما أنه من باكر يوم الخميس يحرم عليه هذه المأكولات والمشروبات،حتى نهاية فترة الصوم، وتبدأ الكنيسة فى الاحتفالات بعيد "القيــــامة المـــجيد" ومن الطريف  أثناء الصيام يدخر الأطــــــفال من مصروف جيبهم، ويضعون هـذا المـــدخرات فى صندوق لإعطائة للفقراء،لتدريب الأطفال على فضيلة  العطاء.
              على أية حال،تعم الكرنفالات غالبية  المقاطعات الألمانية (16) وخاصه سـكان " منطقه الراين " التى عاصمتها (دوسلدورف)،لأنه تعد أكبر المقـــاطعات سكـاناً حيث يقدر سكـــانها بنحو (18 مليون نسمه) حـــيث تسير الـــمواكب التي ترافـــقها الـــــفرق الموسـيقية،وغالباً ما تكون بالميادين الرئيسة بالمدينة،ويقبل الألاف من الكنائس و الأندية التى تهتم وتتمتع بعدد كبير من الأعضاء من كــافة طبقات المجتمع الألماني،لتـــعبر عن فرحتها ببدأ الصوم المقدس.
        وتعتبر احتفالات مدنية (كولون)من أكبر الاحتفالات على مستوى ألمانيا،وتتركز الاحتفالات فى كاتدرائيتها التى تعد أكبر كــــــاتدرائية على مستوى ذات الدولة،وتستمر الاحتفالات لمدة خمس أيام تبدأ من يوم السبت حتى باكر الخميس،وبعــــدها يبدأ الشعب الصوم لمدة (40 يوماً) ويعقبها الاحتفال بعيد (القيامة المجيد)،  ومفـــهوم الكرنفال لدى أهـــل (كولونيا) يعنى التــــمتع بالأكل والشرب قبل وقت الصيام الصارم، لأنه فى هـــذا الصيام يمنع أكـــــل اللحم، وشرب النبيذ، والمعاشرة بين الأزواج كنوع من الـــتقشف، والتفرغ للصلاة والصوم لأنهما أساس ال النسبة للعديد من بنيان الصحيح.
           على أية حال،فى أيام الاحتفالات بالكرنفال تتجمع أفراد الأسرة بشتى أعمارها في أجواء يسودها المحبة والسرور، وخلال الاحتفالات  تبدو فرحة الأطـــــــفال كبيرة وخاصة عند أرتداء الملابس المزركشة  ذات الأشكال المتعدة منها مثل النحلة أو رعاة البقر أو رجال السرك،أو الأمراء والملوك،ويصاحب هــــذه الاحتفالات توزيع الحلوى والشكولاتة على المارة أبتهالاً ببدأ الصوم المقدس.
      وكاتب هذه السطور حضر وشاهد وشارك أهل مدينة بوخوم الألمانية التابعة لولاية الراين الشمالية،احتفالات الكرنفال التى بدأت من داخل المجلس المحلى لبلدية "بوخــوم" حيث قامت رئيسة المدينة باستقبال الوفود المــــوسيقة وبعض العامة والمدعون للكرنفال على مشارف أبواب مبنى الحى،وأصطحباتهم حتى المسرح الكبير،وبــــدأ حفل الكرنفال بإلقاء بعض الكلمات وكان على رأســــهم رئيسة (محـافظ) المدينة وبعض القيادات الفنية والتنفذية،واستمرالاحتفال لمدة ثلاث ساعات،وتم خلاله توزيع  الــــتهدايا على الـــــفرق الموسيقة المشاركة، وتـــوزيع الحلوى والشــــكولاتة وبعـــض المشروبات على جمهور الحاضرين.  
           وتستغل الشركات السياحية مثل هذه الكرنفالات فى ترويجه  محلياً ودولياً،حيث تستقيل الولايات الألمانية (16 ولأيــــــة) أعـــــداد ضخمه من السـياح الأجـانب الـــذين  يحضرون خصيصا لكى يشاركون الألمان أفراحهم وبهجتهم فى أيام الكرنفال، وعــــدة  ما تكون البلاد فى أجازة فى ذات يوم الكرنفال.