الأب جون جبرائيل الدومنيكانيّ

سلطةٌ ذكوريّة أم جماعة أمرٍ ونهي تُغيِّب دورَ الدولة؟
السلطة الذكوريّة لا تتدخّل حيث تخشى الردّ، بل حيث تتوقّع الخضوع. هي سلطة تُمارَس على الأضعف، لا على الشخص المحميّ. وغالبًا ما تجد هذه السلطة في الدين حليفها الأكبر، إذ تستعير لغته وتستظلّ برمزيّته لتمنح نفسها شرعيّة وقداسة زائفتين.

انتبهوا وانتبهْنَ:
كلّ صياغة ذكوريّة ترتدي رداء الدين ليست بريئة. كثيرٌ منها ينتمي إلى المنطق نفسه:

فهي، إذ تُبرّر العنف اللفظي باسم القيم، تُمَهِّد لتبرير العنف باسم الدين، أو فلنقل، هي تُمارِس شكلًا مبكّرًا منه.

الوصاية الصادرة عن أشخاصٍ من دون صفةٍ شرعيّة تُفرغ الدولة من معناها،

وتحوّل المجال العامّ إلى قبيلة، والمجتمع إلى جماعة تأمر بما تراه «معروفًا»

وتنهى عمّا تراه «منكرًا»، فتتحوّل النصيحة إلى قمع، والفضيلة إلى أداة ضبط تتحكّم في الآخرين بلا شرعيّة.

اليوم انتهاك للحرّيّة الشخصيّة،

وغدًا انتهاكٌ جسديّ ضدّ الأبرياء.
الأب جون جبرائيل الدومنيكانيّ