د. ممدوح حليم
كم هي مؤثرة تلك الكلمات التي قالها الملك داود، والتي تبين عمق علاقته بالله ومحبته له وثقته فيه.قال:
إن أبي وأمي قد تركاني والرب يضمني. (المزامير ٢٧: ١٠)
يا لها من مأساة أن يترك أب وام ابنهما.
إنهما أقرب الناس إليه. في هذه الحالة سيفتقد الحب والرعاية والاهتمام . سيعاني الابن من الإهمال والتخلي وانعدام القيمة لدى أقرب الناس إليه، من هو من دمهما ولحمهما. إنه أمر مؤلم للغاية ....
وفي الترجمات الإنجليزية والعربية وقواميس اللغة العبرية، نجد إن تعبير " ابي وامي قد تركاني" يمكن قراءته: تخليا عني، هجراني، ابتعدا عني.
كم هو مؤلم مثل هذا الموقف لدى الابن. إنه موقف يؤدي إلى الوحدة والخوف وعدم الرعاية والاهمال....
لكن أمام هذا الموقف البائس، وجد داود نقيضه من الله...
" الرب يضمني" وبالرجوع إلى ترجمات عربية وانجليزية متعددة ، يمكن ترجمة " الرب يضمني" إلى الرب يقبلني، يتقبلني، يتعهدني برعايته، يلتقتني، يأخذني إليه ، يستقبلني، يجعلني بالقرب منه، يعتني بي، يجمعني..
إن ترجمتنا العربية رائعة، الرب يضمني تفيد معنى الحماية والعناية والقبول والقرب والحب والدعم والاستقواء بمن ضمك إليه وهو عظيم...
لقد وجد داود من الرب ما افتقده من والديه، فلا تضع ثقتك في إنسان ولا تنتظر شيئا من أقرب الناس لك.قد يكون موقفهم مخزيا..
تعال الى الرب وتمتع برعايته . سوف يضمك إليه في محبة بلا حدود
الرب معك





