تحدث الدكتور محمد بديع، المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، في رسالة له، اليوم، عن حسن البنا، مؤسس الجماعة، وحب الأوطان، بالتزامن مع ذكرى رحيل "البنا"، وعيد الحب، موضحا أن "الإمام" هو من غرس معنى حب الوطن.
وقال بديع فى رسالته: "في رسالة المؤتمر الخامس" يقول البنا عن فريضة حب الوطن، والتفاني في خدمته: إن الإسلام قد فرضها فريضة لازمة لا مناص منها، أن يعمل كل إنسان لخير بلده وأن يتفانى في خدمته"، مشيرًا إلى أن ما غرسه "البنا" من معانى الوطنية يتمثل في حب الوطن وتقوية الرابطة بين أبناء الوطن الواحد والوحدة الوطنية.
وأضاف: "البنا خاض في البداية أكبر التحديات لتصحيح المفاهيم الخاطئة عن العلاقة بين الدين والسياسة التي غرسها الجهل والهوى؛ وذلك بالتصحيح والتصويب والتمسك بالقرآن والسنة، فجمع الأمة على النبع الصافي، ووحد الصف وهو الأمر الذي يعمل الإخوان دائما على تحقيقه في أبناء الأمة، من تجميع الشمل المتفرق، وتوضيح الهدف الغائم، والمتمثل في بذل كل طاقاتهم ووسائلهم لتقديم الخير لأوطانهم، والدفع نحو العمل والإنتاج".
وتابع: "تبقى هذه الأسس التي أحياها البنا في الأمة، من مطاردة اليأس والإحباط، وغرس الأمل والتفاؤل، خاصة وهي تواجه المحن والشدائد، لتحقيق آمال الشعوب ونهضتها، خاصة وهي تواجه الكثير من الصعاب والفتن، ومن السعي إلى التقدم المنشود، وإقامة العدالة الاجتماعية، والكرامة الإنسانية، رغم كيد الخصوم، ومكر المتربصين ببلداننا، وكأني بدماء الشهيد نقول لأبناء الأمة: إن النصر آت لا ريب فيه بمقتضى سنن الله تعالى".
وأوضح أن "البنا" حذر من الوطنية الزائفة، من مظاهر التهلكة المتمثلة في تقسيم الأمة إلى طوائف تتناحر وتتضاغن وتتراشق بالسّباب وتترامى بالتهم، ويكيد بعضها لبعض، مشددا على أن مصر في أحوج لمعاني الوطنية والانتماء، لافتا إلى أن تطهير النفوس وتجديد الأرواح، هي وسائل الإخوان المستمرة، ونهضة الأوطان وبناءها تحتاج إلى الإرادة القوية من الجميع، وإن الأمل الواسع والثقة بالنجاح هما السبيل لكل تقدم، والمعارضة الوطنية هي البناءة التي ترفع من شأن الأوطان، دون اتهام، أو البحث عن النيات، أو التصنيف، بل بأريحية وسعة صدر.