محرر الأقباط متحدون
تحت رعاية قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية وشريكه في الخدمة الرسولية نيافة الحبر الجليل أنبا إرميا الأسقف العام، ورئيس المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي، نُظِّم بالمركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي، ندوة "كاتب وكتاب" لمناقشة كتاب «الثقافة الإنسانية.. رسائل وهوامش»، للدكتور سامح فوزي، كبير الباحثين بمكتبة الإسكندرية، أدارها الكاتب الصحفي ميلاد حنا، مساعد رئيس تحرير جريدة المصري اليوم، بحضور نخبة من المثقفين والمهتمين بالشأن الثقافي والفكري.
أكد الدكتور سامح فوزي، أن المجتمع المصري يمتلك ثقافة إنسانية واحدة تُعبَّر عنها بألسنة مختلفة، مشددًا على أن جوهر الرسالات الفكرية والدينية عبر التاريخ هو الإنسان، مهما اختلفت المرجعيات أو السياقات الثقافية.
وأوضح "فوزي" أن الإنسانية لغة مشتركة بين الجميع، قائلاً: «لا فرق بين الإمام الشافعي والقديس أوغسطينوس، فالجميع قدّم رسالة إنسانية واحدة، كلٌّ من منطلق ثقافته وفخره بمرجعيته».
وأشار إلى أن التساؤل الجوهري الذي يطرحه الكتاب هو: لماذا تتراجع الثقافة الإنسانية في المجتمع؟، في ظل انتشار مظاهر التنمر والتطرف والعنف والطائفية والتحرش، مؤكدًا أن غياب الثقافة الإنسانية يقف خلف الخطابات الطائفية المنتشرة على وسائل التواصل الاجتماعي.
وأضاف أن المجتمع يشهد تراجعًا في الذوق العام، يظهر في انتشار أغاني المهرجانات، ومسلسلات العنف، والألفاظ الخارجة، إلى جانب الاعتماد المتزايد للشباب على محتوى "الريلز" و"تيك توك" كمصدر للمعلومات، وهو محتوى يعرض العنف ويُطبع الألفاظ المسيئة في الوعي الجمعي.
وأكد أن عدد الكُتّاب في مجال الإنسانيات أصبح محدودًا، مقابل تصاعد التدين الشكلي، وتدنّي الأخلاق العامة، مشيرًا إلى قضايا مجتمعية كشفت خللًا عميقًا في الوعي، مثل قضية نيرة أشرف، حيث جرى تبرير الجريمة وإدانة الضحية، وقضايا أخرى مشابهة تم فيها تبرير العنف والتحرش بلوم الفتيات على ملبسهن.
وأوضح "فوزي" أن المرحلة الراهنة تتطلب إعادة صياغة خطاب ديني إنساني، وسعيًا حقيقيًا لـ«أنسنة المدينة»، من خلال التعليم والإعلام والخطاب الديني، محذرًا من التحريض والاستقطاب الواضح على السوشيال ميديا، وداعيًا الشباب إلى الوعي بخطورة هذه الخطابات.
وأشار إلى أن كتاب «الثقافة الإنسانية.. رسائل وهوامش» انطلق من فكرة حلقات يومية قصيرة كان يقدمها خلال شهر رمضان على بوابة دار الهلال، بواقع دقيقة إلى دقيقتين بعد الإفطار، مؤكدًا أن هدفها الأساسي كان نشر ثقافة التسامح وقبول التنوع الفكري.
وأضاف أن الكتاب يتكون من ثلاثة فصول، ويضم الفصل الثاني 30 رسالة تسامح، في محاولة لإثراء الثقافة الإنسانية داخل المجتمع المصري، والإجابة عن سؤال محوري: هل تراجع منسوب الثقافة الإنسانية بالفعل؟ ولماذا؟





