كتب - محرر الاقباط متحدون 
التنقيب، ولمس الآثار بشكل مباشر، وإعادة اكتشاف حيوية الزمن - مهمّة عالم الآثار المسيحية لا تتوقّف عند المادة فحسب، بل تتجاوزها إلى البعد الإنساني: "فهي لا تدرس قطع الأثريّة فقط، بل أيضًا الأيدي التي صنعتها، والعقول التي ابتكرتها، والقلوب التي أحبّتها". هذه إحدى سمات عالم الآثار المسيحية التي يُسلط البابا لاون الرابع عشر الضوء عليها في رسالته البابوية حول أهمية علم الآثار بمناسبة مرور مئة عام على تأسيس المعهد البابوي لعلم الآثار المسيحية.
 
 
يقول قداسته في تصريحات أوردتها وسائل إعلام كاثوليكية: "مهنة عالم الآثار هي مهنة ”ملموسة“، إلى حد كبير. فعلماء الآثار هم أوّل من يلمس، بعد قرون، مادة مدفونة تحمل طاقة الزمن. ومهمّة عالم الآثار المسيحي لا تتوقّف عند المادة، بل تتجاوزها إلى البعد الإنساني. فهي لا تدرس القطع الأثرية فقط، بل أيضًا الأيدي التي صنعتها، والعقول التي ابتكرتها، والقلوب التي أحبّتها. وراء كلّ شيء يوجد إنسان، وروح، وجماعة. ووراء كلّ خراب يوجد حلم إيمان، وليتورجيا، وعلاقة.
 
 
 من هنا، فإن علم الآثار المسيحية هو أيضًا شكل من أشكال المحبة: إنّه طريقة لجعل صمت التاريخ يتكلّم، ولإعادة الكرامة إلى من تمّ نسيانهم، ولإظهار قداسة مجهولة لكثير من المؤمنين الذين بنوا الكنيسة".