د. ممدوح حليم 
عانى أيوب من مأساة كبيرة، فقد فيها أبناءه وممتلكاته، ولم ينج من لوم وظلم وتجريح أصدقائه له. لذا تطلع إلى اللجوء إلى الله نفسه، ليطرح شكواه أمامه، لذا نجده يقول : 

٢ «اليوم أيضا شكواي تمرد. ضربتي أثقل من تنهدي. ٣ من يعطيني أن أجده، فآتي إلى كرسيه، ٤ أحسن الدعوى أمامه، وأملأ فمي حججا، ٥ فأعرف الأقوال التي بها يجيبني، وأفهم ما يقوله لي؟ ٦ أبكثرة قوة يخاصمني؟ كلا! ولكنه كان ينتبه إلي. (أيوب ٢٣: ٢-٦)

ليتنا نفعل مثل أيوب حين تحل بنا المصائب والمشاكل والمتاعب ، فلا نلجأ إلى الأصدقاء والخبراء لأنهم سيزيدون متاعبنا وآلامنا وأوجاعنا. لنذهب إلى الله مباشرة.....

لقد توقع أيوب أنه عند لجوئه إلى الله بشكواه ، فإن الله لن يقف خصما له بقوة. هذا ما يجب أن نعتقده نحن ايضا....

لقد عبر أيوب عن رد فعل الله حين لجأ إليه بالقول : 
" لكنه كان ينتبه إلي" أيوب ٢٣ : ٦
إن تعبير " ينتبه إلي " في اللغة العبرية القديمة التي كتب بها النص الأصلي فيه عمق كبير ، هذا العمق جسدته ترجمات عربية مختلفة، فنجده" يلتفت مترئفا علي" ( ترجمة كتاب الحياة) ، إنه ليس التفاتا معتادا ، بل التفات مملوء رأفة و حنانا.....
وفي الترجمة اليسوعية العربية ، نجدها ترجمت " ينتبه إلي"  يعطف علي" . إن لغة الكتاب المقدس ثرية للغاية.....

     وفي الترجمات الإنجليزية ، نجد ترجمة الملك جيمس: " سيضع قوة في" ، وفي ترجمة الملك جيمس الحديثة " سيأخذ ملاحظات مني، وفي ترجمة أخرى " سيستمع لي" . وتتفق أغلب الترجمات الإنجليزية مع ترجمتنا العربية في ترجمتها إلى: سيعطيني اهتماما وانتباها، سينتبه لي

حين تحل عليك المتاعب والصعاب ، اطرح شكواك إلى الله، سينتبه إليك ، سيعطيك اهتماما وانتباها مملوءا عطفا ورأفة.  سيستمع إليك و سيأخذ ملاحظاتك، وسيضع فيك قوة. 

  كم هي عميقة لغة الكتاب المقدس. وكم كان أيوب رائعا

الرب معك