محرر الأقباط متحدون
مع دخول شهر كيهك في التقويم القبطي، يتجدد حضور زمن يحمل طابعًا روحيًا عميقًا ارتبط عبر القرون بعبادة خاصة وانتظار مفرح لميلاد المسيح.
ورغم جذوره الضاربة في التقويم المصري القديم، فإن الكنيسة القبطية أعادت تشكيل معناه، فصار شهر كيهك شهرًا للتسبيح، والصلاة الليلية الطويلة، والاستعداد الروحي عبر ما يُعرف بـ«سبعة وأربعة»، أي تماجيد العذراء مريم وتمجيد الخلاص المنتظر.
ويشير علماء الآثار إلى أن كيهك كان في مصر القديمة يرتبط بالبرد الشديد وعودة الحياة إلى الأرض بعد الفيضان، إلا أن الكنيسة القبطية نقلت روح هذا الشهر إلى بُعد خلاصـي، فصار مكرسًا لاستقبال ميلاد المسيح، وتحولت طقوس الاستعداد للزراعة قديمًا إلى رمزية الاستعداد لنمو الحياة الجديدة في المسيح.
وفي هذا الشهر، تحتفل الكنيسة بصلوات الابصاليات والذكصولوجيات التي تمدح العذراء وتجسد مسيرة الخلاص، وهي طقوس تعمّق البعد الروحي للمؤمنين.
ويحتفظ كيهك أيضًا بعادات غذائية دافئة ورثتها البيئة الريفية المصرية، فالأطعمة التقليدية مثل العصيدة والعدس والحمص بقيت جزءًا من ذاكرة الشهر، لكنها اكتسبت معنى تضامنيًا في البيوت القبطية خلال صيام الميلاد الذي يتميز بأطعمة نباتية وتقاليد اجتماعية دافئة.
هكذا تداخلت طبقات التاريخ: شهر كان في الماضي دليلاً مناخيًا وزراعيًا، وأصبح اليوم في الوعي القبطي زمنًا للتسبيح والرجاء والفرح الخلاصي، حيث تتهيأ الكنيسة والبيوت القبطية لاستقبال ميلاد المخلص بروح مملوءة انتظارًا ونورًا.





