عيد الحب ، عيد العشاق ، او يوم القس فالنتين ، مناسبة يحتفل بها الكثير من شعوب العالم في كل عام خاصة في البلدان الناطقة باللغة الانكليزية ، ففي هذا اليوم يعبر فيه المحبون عن حبهم ، بإرسال التهاني بواسطة البطاقات المطبوعة والملونة ، أو إرسال زهور أو حلوى ، أصبح هذا اليوم مرتبطا بمفهوم ( الحب الرومانسي ) الذي أبدع في التعبير عنه الأديب الانكليزي (جيفري تشوسر ) إن بطاقات التهنئة في عام سابق بلغت مليار بطاقة ، كما ذكرت الرابطة التجارية لناشري بطاقات المعايدات في الولايات المتحدة الأمريكية وأضافت إن الرجال ينفقون ضعف ما تنفقه النساء .
الكثير من الحكايات يتداولها الناس والتي تبين نشوء هذه المناسبة وتحديد تاريخ الاحتفال بها:- : إحدى هذه الحكايات يذكر إن الاحتفال بهذا التاريخ من كل عام يتم في قرية ( بالتسان ) في جزيرة مالطا وهو المكان الذي يقال إن رفات القديس (فالنتين) قد وجدت فيه ويشاركهم في ذلك الكاثوليكيون المحافظون من جميع إنحاء العالم ممن يتبعون تقويما أقدم من ذلك التقويم الذي وضعه مجلس الفاتكان الثاني .. ويقال إن الإمبراطور الروماني ( كلود يس الثاني ) أمر بتنفيذ حكم الإعدام بالقديس فالنتين ، وقبل تنفيذ الحكم استطاع شفاء ابنة سجانه( الكفيفة )، وحصل على صداقتها وان القس فالنتين كتب أول ( بطاقة حب ) في الليلة التي سبقت تنفيذ الحكم به في 14/فبراير .. مخاطبا فيها الفتاة كمحبوبته وتارة كابنة سجانه وهي رسالة قصيرة وقعها قائلا ( من المخلص لك فالنتين) وهذا سبب الاحتفال بهذا اليوم.
ويقال إن أول ارتباط تم تسجيله لعيد الحب ( الرومانسي ) قد ورد في القصيدة التي كتبها الأديب الانكليزي( جيفري تشوسر ) في عام 1382م. وهناك قصة أخرى عن عيد الحب تقول – إن روما كانت تحتفل يوم 15 فبراير من كل عام وان هذا اليوم يوافق عطلة الربيع ، وكانت النصرانية في بدايتها .. وقد اصدر الإمبراطور (كلوديس الثاني ) قرارا بمنع زواج الشباب للحفظ على جنوده ، إلا إن الراهب فالنتين قد تصدى لهذا القرار فكان يبرم عقود الزواج خفية .. ولما كشف أمره حكم عليه بالإعدام ، وعرض عليه الإمبراطور إن يعفو عنه إن ترك المسيحية وتحول إلى الوثنية ، إلا انه رفض هذا العرض وآثر المسيحية فاعدم يوم 14 فبراير عام 270 ميلادي ، وبعدها انتشرت المسيحية في أوربا وأصبح يوم 14/فبراير لذكرى القديس فالنتاين .
في الولايات المتحدة الأمريكية يقول البعض إن هذا اليوم فرصة ثمينة للتحريين المختصين لكشف الخيانات الزوجية والعلاقات السرية .. إحدى الوكالات الأمريكية تقول سنقوم هذا العام بالمراقبة لثلاث أيام لأنه إذا كان لأحد عشيقة أو عشيق فان الفرصة تكون سانحة لكشف هذه العلاقة في هذه الأيام الإسلام يعتبر هذا العيد من البدع ولا أساس له في الشريعة .. وآخرين يطالبون بإلغائه لأنه يوم للعشيقة.. ويرد عليهم المحتفلون ، بان هناك أنواع للحب ، ويتمنون إن تكون السنة كلها عيد حتى لا يوجد مكان للكرة ،ويقولون يكفي إن معظم الناس في العالم قد اختارت يوما للمحبين. .
رغم ما يواجهه هذا العيد من انتقادات ومعارضة يزداد الاحتفال بعيد الحب الغربي انتشارا في العالم العربي ، حيث ازدانت مراكز التسوق الفخمة في بعض الدول الخليجية والعربية بأنواع الهدايا والحلويات والورود ذات اللون الأحمر ، والكثير من الشباب في العالم متحفز لهذه المناسبة ليفرغ الكثير من همومه ويلطف عواطفه عندما يدلي الحب بأغصانه وضلاله الجميلة عليه ، ويتسلل بعواطف نبيلة ومشاعر ود باقية ، ليست عبث أو تسليه ، قال الشاعر قيس بن الملوح ( الحب والود نيطا بالفؤاد لها – فأصبحا في فؤادي ثابتين معا ) وقال المتنبي (خضعت لها في الحب من بعد عزتي – وكل محب للأحبة خاضع ) وقال خالد بن الوليد ( حبيب ليس بعد له حبيب – وما لسواه في قلبي نصيب) ( حبيب غاب عن بصري وشخصي – ولكن عن فؤادي لا يغيب )
ليحتفل العالم بالحب ونبذ الكراهية أينما كانت وفي أي يوم حل ، وهب الله الإنسان حب كل شئ جميل في الحياة ، عسى إن يستقر الحب في قلب كل ظالم وحاقد ((( تهنئة من القلب لجميع المحبين )))
لكننا يجب إن نتذكر في هذا اليوم القلوب الحزينة من أبناء شعبنا هم الأرامل واليتامى والمفقودين والموقوفين والمعوقين والجياع والمحرومين والمشردين .. كيف نمتص حزنهم ، وننصت لهمومهم ، ونحمل عنهم بعض متاعب الحياة ، لقد فقد هؤلاء طعم الحياة ،وسعادة أعيادها ، دعونا نقدم لهم الحلم والمعنى الجميل للحلم ، ونعينهم ونساعدهم على الفرح عند الحزن لأنهم لا يعرفون أي معنى للفرح ولأي عيد مر عليهم بعد ما لبسهم الظلم .
tariqaltaha@yahoo.com
نقلا عن الحوار المتمدن