مارجريت عازر
شهد المجلس القومى لحقوق الإنسان هذا الأسبوع واحدة من أهم الزيارات الدولية إلى مقره، حيث استقبل السفير محمود كارم، رئيس المجلس، والسيد محمد أنور السادات، عضو المجلس، والدكتور هانى إبراهيم، الأمين العام، والسيدة كايزا أولونجرين، الممثلة الخاصة للاتحاد الأوروبى لحقوق الإنسان، وذلك فى لقاء يعكس بصورة واضحة المكانة المتزايدة التى بات يحظى بها المجلس داخل الأوساط الإقليمية والدولية.
منذ اللحظة الأولى للزيارة عبرت أولونجرين عن تقديرها العميق للدور المتنامى الذى يلعبه المجلس القومى لحقوق الإنسان فى مصر، مشيرة إلى أن ما تراه من نشاط وحيوية داخل المؤسسة هو مؤشر واضح على النقلة النوعية التى حققها المجلس خلال الفترة الأخيرة. وفى الندوة التى عقدت بحضور الأعضاء والوفد الأوروبى أكدت المسؤولة الأوروبية أن المجلس أصبح شريكا موثوقا للاتحاد الأوروبى، وأن العمل الجارى داخل المؤسسة يعكس احترافية عالية واستقلالية تعد أساسا لأى منظومة حقوقية ناجحة. وفى حديثها أشادت بقدرة المجلس على خلق مساحة حوار مفتوحة وتفاعل بناء مع المجتمع المدنى، معتبرة أن ذلك يعزز من فرص توسيع التعاون بين الجانبين خلال الفترة المقبلة.
وقد استعرض السفير محمود كارم، خلال الندوة، حجم الجهود التى يبذلها المجلس، موضحا أن استراتيجية العمل الحالية تقوم على التفاعل المباشر مع المواطنين والهيئات المختلفة، وعلى توسيع نطاق الأنشطة لتشمل كل الملفات الحقوقية دون استثناء. كما سلط الضوء على نجاح المجلس مؤخرا فى الحفاظ على تصنيفه الدولى (A-Status)، مؤكدا أن هذا الإنجاز هو ثمرة جهد جماعى وقيادة واعية تعمل بمنتهى الشفافية والاستقلال.
أما الأستاذ أنور السادات فقد تناول فى مداخلته أهمية التواصل مع المجتمع المدنى وتعزيز ثقافة الحوار وبناء الثقة بين المؤسسات الحقوقية والجمهور، مشيرا إلى أن المجلس أصبح اليوم مساحة جاذبة للباحثين والمختصين وكل المهتمين بالشأن الحقوقى، وأكد أن التعاون الدولى، وعلى رأسه التعاون مع الاتحاد الأوروبى، يمثل دعما حقيقيا لقدرات المجلس، خاصة فى مجالات التدريب والرصد وبناء القدرات.
وفى كلمته، استعرض الدكتور هانى إبراهيم التطور الكبير فى آليات تلقى الشكاوى واستجابتها، وكذلك برامج التوعية وورش العمل التى ينظمها المجلس بشكل شبه يومى. وأوضح أن المجلس انتقل، خلال الفترة الأخيرة، من مرحلة المتابعة البعيدة إلى واقع جديد يتسم بالنشاط المكثف والانخراط الكامل فى كل الفعاليات الوطنية والحقوقية، وهو ما جعل المبنى فى حالة حركة دائمة وازدحام مستمر بالحضور والمهتمين.
هذه الزيارة لم تكن مجرد بروتوكول، بل كانت شهادة دولية جديدة على استقلالية المجلس واحترافية قيادته. فقد بات المجتمع، بمختلف فئاته، ينظر اليوم إلى المجلس القومى لحقوق الإنسان باعتباره مؤسسة حقيقية تمارس دورها بكفاءة وحيادية وتدافع عن الحقوق وتراقب القضايا بجدية بعيدا عن أى مجاملات.
إن النجاح المتحقق اليوم هو نتاج قيادة مستنيرة وفريق يعمل بروح جماعية وقدرة واضحة على تحويل المجلس إلى منصة حيوية للنقاش والدفاع عن الحقوق. إنها مرحلة جديدة من العمل الرصين تثبت أن المجلس القومى لحقوق الإنسان أصبح بالفعل شعلة نشاط فى المشهد الحقوقى المصرى.
نقلا عن المصرى اليوم





