د. ممدوح حليم
تردد الكنائس الشرقية الأرثوذكسية كثيرا في ليتورجياتها / قداساتها طلبة كيرياليسون التي معناها يارب ارحم. إن طلبة كيرياليسون ذات أصل لغوي يوناني. إن اللغة اليونانية هي اللغة الأم للكنائس الشرقية / الأرثوذكسية
ولا يقتصر استخدام هذه الصلاة على الكنائس الشرقية ، بل وصلت إلى الكنيسة الكاثوليكية الرومانية الغربية ذات الارتباط باللغة اللاتينية، واستخدمت بنفس صيغتها اليونانية : كيرياليسون..
وهكذا اشتركت الكنائس القديمة بشقيها الشرقي والغربي في هذا التعبير الجميل : كيرياليسون المترجم عربيا إلى يارب ارحم
لكن هل هناك عمق لغوي في كلمة ايليسون / ارحم في اصطلاح كيرياليسون ( Kyrie Eleison ) ؟
إن كلمة ارحم في اللغة اليونانية القديمة هي إيليوس ، وهي ذات جذر لغوي مشترك مع كلمة زيت وتحديدا زيت الزيتون....
لقد كان زيت الزيتون يستخدم كملطف للجروح ومن أجل إزالة الألم المصاحب لها ..
من هنا يفهم لغويا إن طلبة يارب ارحم تنطوي على المعاني التالية:
(١) يارب كن ملطفا لي
(٢) يا رب اريحني / اعطني راحة
(٣) يا رب ابعد عني ألمي
(٤) يارب اظهر لي حبك الثابت
إن كل هذه المعاني نصل إليها من خلال تحليل اللغة اليونانية القديمة وهي لغة اشتقاقية
يارب ارحم.... كيرياليسون
إن طلب الرحمة هنا ليس من منطلق قضائي قانوني كما هو الحال في الثقافة الغربية ، بل طلب إلى الرب لكي يظهر محبته و حنوه وتعطفه تجاه معاناة أبنائه المتألمين
يارب ارحم...... كيرياليسون





