والمعارضة بعيدة عن الشارع
أكد الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية عمرو موسى، وجود أكثر من لاعب إقليمى داخلى وخارجى فى المنطقة العربية، لافتا إلى أن المنطقة والعالم العربى والشرق الأوسط عموما يمر الآن بفترة حرجة.
وأشار إلى ضرورة عقد مؤتمر دولى لدعم الاقتصاد المصرى خلال السنوات الخمس المقبلة، موضحا أن مصر تحتاج إلى دفعة مالية واقتصادية لتحريك الاقتصاد، ويتطلب الأمر حسن إدارة للأمور واتخاذ القرارات اللازمة السريعة فى وقتها.
ولفت موسى فى تصريحات على هامش مشاركته فى المؤتمر الدولى لمجلس العلاقات العربية والدولية الذى بدأ أعماله أمس إلى أن التغيير الحاصل فى العالم العربى تغيير جذرى ولا يمكن العودة للمربع الأول مرة أخرى فى تاريخ المنطقة، موضحا أن شعوب العالم العربى تشعر بأن تغيرا جذريا حدث ويحدث وهذا تطور يجب أن يصاحبه تطور فى كيفية إدارة الأمور فى الشرق الأوسط.
كما أكد ضرورة استعداد النظام الإقليمى لمرحلة جديدة، لافتا إلى أن اجتماع مؤتمر مجلس العلاقات العربية والدولية يصب فى هذا المحور.
وأشار إلى أن مبادرة حزب النور تتوافق فى مجملها مع مبادرة جبهة الإنقاذ الوطنى، فيما يتعلق بحكومة وحدة وطنية أو إنقاذ وأيضا فيما يتعلق بتغيير عدد من السياسات القائمة، وأن الحكم القائم فى مصر الآن لا يوافق على حكومة جديدة على الرغم من أن الحكومة الجديدة هى مسألة أساسية كونها تستطيع أن ترتفع إلى مستوى التحديات السياسية والاقتصادية.
ونفى موسى وجود انشقاق فى جبهة الإنقاذ أو وجود أى شىء من هذا القبيل، وقال "لن نسمح بذلك أبدا"، وهذا لا يمنع أن هناك آراء تختلف ولكن عند اتخاذ قرار يكون قرارا توافقيا، مشيرا إلى أن جبهة الإنقاذ الوطنى تعبر عن الروح العامة فى الشعب المصري، وعلق على إنشاء جبهة الضمير قائلا: "إننا نعمل فى جبهة الإنقاذ الوطنى على إنقاذ الضمير الوطنى".
ومن جانبه، قال الفقيه الدستورى الدكتور أحمد كمال أبو المجد إن الحكام فى مصر أدركوا أخطاءهم وبدأوا فى تصحيحها، بهدوء حيث أدركوا انخفاض شعبيتهم فى الشارع المصرى، موضحا أن الإخوان المسلمين كل يوم يفقدون الكثير من شعبيتهم التى بدأت تتآكل بشكل كبير، لذا ستكون الأيام المقبلة حافلة بتصحيح الأخطاء التى ارتكبت وستكون هناك استجابة لمطالب الشارع المصرى.
وعلى هامش المؤتمر، أكد رجل الأعمال نجيب ساويرس عدم نجاح الثورات العربية مستشهدا بما يحدث فى ليبيا وتحولها إلى دويلات مسلحة، والاغتيالات فى تونس، وما يحدث فى مصر، وهذا يرجع إلى عدم تعلم قبول الآخر والتعايش معا رغم اختلافاتنا، وأطلق لقب "خريف الغضب" على الربيع العربى لأنه أغضب الشعوب كلها حتى الذين ساهموا فى الثورة وكانوا من أهم أركانها فأصبحوا مستهدفين.
وأشار إلى أنه لم يحدث نوع من التوافق وإن لم تتنازل القوة الحاكمة وتقبل الآخر وتشاركه فى الرأى فسنشاهد انهيارا اقتصاديا وجوعا.
ولفت إلى أن المعارضة فى مصر تتحلى باللياقة والأدب والأصول وهناك شارع لا يأبه بكل هذا، لأنه يدرك أن هناك مخططا يحاك ضده بعدم إعطائه حريته ولا عدالة اجتماعية حيث يجد أن المعارضة بعيدة كل البعد عن الشارع وأنا مع الشارع.
وأوضح أن الوضع الاقتصادى فى مصر خطير جدا ليس بنقص الاحتياطى النقدى الأجنبى، بل نتيجة عدم وجود ثقة فى ظل هذه الظروف الحالية من قبل المستثمرين، مشيرا إلى أن المصالحة مع رجال الأعمال يجب أن تكون أكثر من ذلك بوقف باب الانتقام والتنكيل بالماضى.
وأشار إلى أنه رغم بيع بعض شركاته، إلا أن استثمارات أسرة ساويرس من أكبر الاستثمارات فى مصر إلى الآن.