زهير دعيم
في زحمة الأضواء المتلألئة ، وتحت ظلال شجرة الميلاد المزيّنة بالألوان ،  وفي زوايا المجمّعات التجارية التي تزدحم بالهدايا ودمى " بابا نويل "   ، يتوارى الطفل الإله … يتوارى يسوع في صمتٍ يشبه مذود بيت لحم .  

ويبكي الميلادُ في أعماق من يعرف حقيقتَه .  

فالميلاد الحقيقيّ يا أخوتي ،  ليس اضاءةَ شجرة وطقوسًا فاخرة ولا زينةً ملوّنة ومُزركشة ،  بل ولادة النور في مغارة بسيطة ،  

  حيث لا أضواء كهربائيّة… بل نجمٌ جميل يهدي المجوس  . 

نعم وليس هو  أصوات ضحك صاخبة واغنيات باهتة … بل تراتيل ملائكة تهتف :  
" المجد لله في العُّلى ، وعلى الأرض السلام ، وفي الناس المسرة" 

الميلاد هو يسوع ....  

يسوع الذي ما  جاء طفلًا ليُهدي لنا  الهدايا ، بل جاء وتجسّدَ ليكونَ هو الهدية  ....

الهدية الأجمل والأعظم والاحلى على مرّ الازمان.

جاء ليمنحَنا الفرح العميق ، لا الفرح المؤقّت المغلّف بورق لامع .

جاء ليقول لنا وللبشرية جمعاء من  كلّ لونٍ وعِرقٍ وقبيلةٍ ومن كلّ ناحية تحت السّماء : 
المحبة العاملة أولًا ، لا  الكلام المطلي بالألوان ، والانسان أوْلًا لا المظاهر .

فيا منْ تبحثون عن الميلاد الحقيقيّ ،  فتّشوا الكُتب ، وفتّشوا  في القلوب المتعبة ، وفي عيون الفقراء والمحتاجين ، وفي نفوس المساكين والحزاني  ، وفي دفء العائلة  ولمّتها الجميلة .  

وليس فقط في بابا نويل أو في شجرةٍ أبهجها ضوءٌ ، ولكنها  ظلّت بعيدة عن النّور الحقيقيّ .

  الميلاد الحقيقيّ يا اخوتي الاعزّاء  ليس  هو قصةً قديمة ، بل رسالةً  خالدة زنرّها يسوع بالبراءة ولوّنها بدم الصّليب .

الميلاد الحقيقي هو ايضًا ،   أن يولد يسوع فينا كل يوم ،  فنمشي نحن أيضًا إلى النور ، حاملين معنا البشرى ومشعل الايمان.

          كلّ عام وأنتم والبشرية جمعاء بألف خير