ديڤيد ويصا
من كام يوم كده، الرب لفت نظري لحاجة ..
هي يمكن تبدو بديهيّة، بس فرقِت معايا كتير!
أنا حياتي فيها ألم كتير على كل المستويات، زي أي حَدّ ..
يمكن حد يعتبره كبير بالنسبة لألمه، وحد تاني يعتبره تافه ..
مش مهم، المهم ان هو بالنّسبالي ألم فعلًا والله عارف ده!
--

من قريب كده كنت بعاتب الله على حاجة مُعيّنة كانت واجعاني ..
لكن حصل كام حاجة حواليَّ خلِّتني اراجِع نفسي ..
واحدة فقدِت شغلها فجأة، وهي في أشد احتياج للفلوس ..
واحد وقع فجأة، واكتشف ان عنده مرض غيّر حياته ..
واحدة عايشة في أذى رهيب ومكمّلة لأن معندهاش حل ..
واحد فاقد حرية التعبير تمامًا، بسبب طبيعة المكان اللي شغّال فيه!
--

الحاجات دي خلّيتني ارجع خطوة لورا ..
واشوف حياتي كلها، مش بس ألمي ..
لأن الواحد لما بيكون قريب من حاجة، مش بيشوف غيرها ..
لكن لما بيرجع لورا بتبتدي عينه تشوف كل اللوحة كاملة ..
شوفت نِعَم كتير في حياتي مكُنتش شايفها في حجمها الحقيقي ..
وفضِلت شايف بردو ألمي، بس في حجمه الحقيقي ..
الأول كنت شايف الألم أكبر من حجمه ..
وشايف النَِعَم أصغر من حجمها ..

لكن الخطوات اللي خدتها حطِّت كل حاجة في حجمها ..
لسه متألّم ولسه شايف الواقع مش غفلان عنه ..
لكن كمان قادر اكمّل وانا عيني مفتوحة!
الألم الأول كان كبير، وكنت شايف نفسي صغيّر والله غايب ..
لكن دلوقتي شايفُه في حجمه، وشايف الله كبير وحاضر!
--

الدرس البسيط اللي الرب فتح عيني عليه هو:
ديڤيد ..

أنا عارف ألمك وشايفه ومستوعب الضَّغط اللي انت فيه ..
لكن عاوزك كمان تشوف النِّعمة اللي انت فيها، وتعدّها لو عرفت ..
مش عاوزك تعيش مُغيَّب عن ألمك وكأنّه مش موجود ..
لكن عاوزك تشوفه في حجمه وتعرف اني أكبر منه ومنك ..
هتفضل صغيّر ومحدود، لكن هتفضل معايا كبير وفي عينيّ غالي ..
ولحد ما اتصرّف في وجعَك وادّيلك اللي من إيدي في توقيتي ..

استمتع بنعمي عليك وقدّرها وعيش فيها وبيها ..
واصبر على تشكيلي فيك وخلّيك عجينة طيّعَة في إيدي ..
لأن تغييري للظرف ياخُد مني لحظة، كُن فيكون ..
لكن تغييري ليك عشان تكون مستعد للظروف بياخُد رحلة!
ديڤيد ويصا