محرر الأقباط متحدون
"إنَّ المحبة التي ننالها من المسيح ليست كنزاً خاصاً أبداً بل هي دائماً رسالة مُوكلة إلى أيدينا. المحبة ترسلنا؛ المحبة تجعلنا خداماً؛ المحبة تفتح أعيننا على جراح الآخرين" هذا ما قاله قداسة البابا لاون الرابع عشر في كلمته إلى أعضاء مجلس تمثيل كاريتاس الدولية
استقبل قداسة البابا لاون الرابع عشر صباح اليوم الجمعة في القصر الرسولي بالفاتيكان أعضاء مجلس تمثيل كاريتاس الدولية وللمناسبة وجّه الأب الأقدس كلمة رحّب بها بضيوفه وقال أشكركم على زيارتكم خلال يوبيل الرجاء هذا، وعلى الخدمة الثابتة التي تواصل منظمتكم تقديمها للكنيسة بأسرها وللناس في جميع أنحاء العالم.
تابع الأب الأقدس يقول لقد جسّدت كاريتاس الدولية، منذ تأسيسها، إعلان الكنيسة بأن "المسيح يفضل الفقراء، والأقل شأناً، والمتروكين والمهمّشين". وفي الواقع، يمكن رؤية ذلك في الإفخارستيا نفسها، حيث " أحب خاصته الذين في العالم، فبلغ به الحب لهم إلى أقصى حدوده". في إرشادي الرسولي " Dilexi Te"، تأملتُ في هذا السر بالذات: أن المحبة التي ننالها من المسيح ليست كنزاً خاصاً أبداً بل هي دائماً رسالة مُوكلة إلى أيدينا. المحبة ترسلنا؛ المحبة تجعلنا خداماً؛ المحبة تفتح أعيننا على جراح الآخرين.
أضاف الحبر الأعظم يقول لطالما كانت كاريتاس الدولية علامة مشرقة لمحبة الكنيسة الوالديّة، ويسرّني أن أعرف أنكم مستعدون للمضي قدماً مع خليفة بطرس في خدمة كل شخص بكرامة. إنَّ رسالتكم تردد صدى الرؤية التي شاركتها في خطابي الأول للسلك الدبلوماسي، حيث تحدثتُ عن الركائز الثلاث التي تدعم عمل الكنيسة في العالم: السلام، والعدالة، والحق. هذه الركائز ليست مُثُلاً مجردة. بل هي العمل اليومي لكاريتاس. فحيثما ترافقون عائلة نازحة، أو تدافعون عن حقوق الفقراء، أو تقدمون قلباً مصغياً للمنسيين، تصبح شهادة الكنيسة أكثر مصداقية.
وبهذه الروح، تابع الأب الأقدس يقول أشجعكم على مواصلة مرافقة الكنائس المحلية، وتعزيز تنشئة القادة العلمانيين، والحفاظ على الوحدة داخل منظمتكم المتنوعة. لا تتجلى رسالة الكنيسة إلا عندما نسير معاً كرفقاء على الدرب، سامحين للروح القدس بأن يصوغ أعمال رحمتنا.
وخلص البابا لاون الرابع عشر إلى القول بهذه الأفكار الوجيزة، أوكل عملكم إلى مريم، أم الفقراء. لكي تبقوا بشفاعتها، حجّاج رجاء وصناع سلام. بصدق تام، أشكر كل واحد وواحدة منكم، والأشخاص العديدين الذين تمثلونهم، والذين يعملون معكم. أشكركم وأطلب من الرب أن يبارككم بهباته، هبات الشجاعة والمثابرة والفرح.




