زهير دعيم
18\11\2025
فيروز ؛ يا منْ علّمْتِ الصّباحَ كيف يغنّي ، والليلَ كيف يهمسُ ، والأرضَ كيف تُصغي ، والضّميرَ كيف يصحو ..
يا من حملتِنا على جناح الحنين ، من ضيعة إلى ضيعة ، ومن وادٍ الى واد ، ومن حلمٍ إلى وطن ، ومن أرضٍ الى السّماء .
أكتب إليكِ ، لا بحبر الكلمات ، بل بنبض القلب ، الذي تربّى على صوتكِ ، وصحا ويصحو على سحر صوتك .
كلما نطقتِ " سنرجع يومًا " ، رجعنا نحن إلى ذواتنا البعيدة ، وكلّما غردتِ " هيْك مشق الزعرورة " عدنا الى الزّمن الجميل ،
وكلما همستِ " زهرة المدائن " ذرفنا دمعة حبٍّ وتوبة على قبر السيّد المسيح .
فيروز...
يا نغمةً خالدةً لا يغيّرها الزمان ، وزنبقة شذيّة تُعطّرُ الأكوان .
أطللتِ من نافذة البيت فصار للشتاء معنى ، وسجدت في ركن بيتك فصار محرابًا ، وغنّيتِ للمساكين والعُشّاق والغرباء ، فصاروا كلهم أهلنا .
نشكركِ لأنكِ كنتِ النُّورَ حين أظلمتِ الدنيا .
ونذوبُ بكِ حُبًّا لأنكِ زرعتِ فينا رقةً لا تشيخ ، وأملاً لا يموت .
فليطِلِ الله بعمركِ ، لتبقي دومًا كما كنتِ :
همسَ الحنان ، وظِلَّ السنديان ، وعطرَ أرز لبنان .
من الجليل… إلى القمر… إلى فيروز.





