بقلم الأب يسطس الاورشليمى 
     كنيستنا القبطية كنيسة كتابية لان كل عقائدها وطقوسها واسرارها مبنيه على أسفار الكتاب المقدس واهمها سفر من الأسفار الشعرية الا وهو سفر المزامير. وقد استخدمت كنيستنا القبطية المزامير في الصلاة والتسبيح، ليس فقط في العبادة الجماعية في الليتورجيات - وإنما أيضًا في العبادة الشخصية داخل المخدع، وأثناء السير في الطريق، وخلال ممارسة الأعمال الخاصة. فالمزامير هي من وحي الروح القدس قادرة أن ترفع القلب وتحفظ العقل محلقًا في السماء. في هذا يقول القديس أثناسيوس الإسكندري: التسبيح بالمزامير لشفاء النفس.

المزامير عبر الزمان
      استعمال المزامير قديم جداً منذ العهد القديم , ثم استعملوها الرسل وواظبت الكنيسة على استخدامها، دائماً يسبق قراءة كل إنجيل قراءة مزمور، كثير من الألحان مأخوذة من المزامير. وجد المسيحيون في كلمات المزامير القوة الروحية ولغة التسبيح في آلامهم كما في انتصارتهم. وُضع كثير من المزامير لاستخدامها في العبادة في الهيكل (مز 24، 118، 134، 145). في الكنيسة الأولى كانت المزامير تتلى بنظرة مسيحية بكونها تصويرًا مسبقًا ونبوات عن السيد المسيح، كما قامت الصلوات الأولى التي رفعتها الكنيسة الأولى في سفر الأعمال على المزامير (أع 4: 24-30). في هذا يقول القديس غريغوريوس أسقف نيصص: [إن التسبيح بالمزامير يجعلنا مساويين للملائكة في الكرامة] 

ان المسيحي في ذهابه للكنيسة يرتل مزمور "فرحت بالقائلين لي إلى بيت الرب نذهب" بدلاً من أن يفكر في مشاكله وفي الدنيويات. وإذا دخل الكنيسة يقول مساكنك محبوبة.. وأمام الهيكل يقول "أما أنا فبكثرة رحمتك أدخل بيتك.. في نهاية كل قداس تصلي المزمور ال150 أثناء التوزيع " هو يهيئ نفسه وذهنه للصلاة بدلاً من دوامة العالم حتى لا يشرد ذهنه في مشاكل العالم فلا يستطيع الصلاة. والكنيسة تصلي في شهر كيهك المزمور الكبير وهو تجميع لغالبية الآيات التي تشير للعذراء ولعيد الميلاد.

     الكنيسة في أسبوع الآلام  لا تصلي بالأجبية، بل تصلي مزامير ساعات البصخة فقط لأن كل مزمور يوافق الإنجيل الذي نقرأه في تلك الساعة، ويكون المزمور كنبوة عما نقرأه في الإنجيل. ولا نقرأ باقي المزامير لأنها نبوات عن أشياء أخرى. ونحن نعيش أسبوع الآلام بحسب حوادثه.

الغاية من الصلاة بالمزمير: 
 1 - المزامير خرجت من قلب انسان تطهر فعلا بالتوبة , وجاهد من اجل حياة الروح جهادا عظيما , يجدر بنا ان نتطلع اليه ونتعلم منه .. 
2 -  حينما نصلى بالمزامير فنحن نكلم الله بكلامه , فهل يوجد اعظم من هذا 
3 -  المزامير تحتوى على عنصر التسبيح واضحا جدا فيها , والتسبيح هو لغة الملائكة والروحانيين .
4 - والمزامير مادة غنية للتأمل , فهى تتيح للذين يصلونها بالروح وبتأن
تأملات رائعة , حقا لايمكن الا ان يكون مصدرها روح الله
5 - أما صلواتنا الآرتجالية التى نصليها , غالبا ماتكون صلوات نفعية , فهى طلبات متراصة , وغالبا ماتكون خالية من عنصرالتسبيح والتمجيد لله.

يسجل الكتاب المقدس الكثير من التسابيح والأناشيد أو المزامير التي تغنى بها شعب الله أو ترنم بها أشخاص؛ من أمثلة ذلك: تسبحة لامك (تك 4: 23-24)؛ تسبحة مريم أو موسى النبي (خر 15)؛ تسبحة البئر (عد 21: 17-18)؛ تسبحة دبورة (قض 5)؛ تسبحة حنة (1 صم 2)؛ تسبحة يونان (يونان 2)؛ تسبحة حزقيال (إش 38: 10-20)؛ تسابيح إشعياء (25: 1-12؛ 26: 1-20)؛ تسبحة الثلاثة فتية (دا)؛ مزمور زكريا (لو 1: 68-79)؛ المجدلة Magnificant للقديسة مريم العذراء (لو 1: 55)؛ البركة Benedictus لزكريا (لو 2: 67-79)؛ المجدلة العلوية Glorian Excelsis للملائكة (لو 2: 13-14)؛ تسبحة الانطلاق Nune Dimittis لسمعان الشيخ (لو 3: 28: 32)؛ تسابيح القديس بولس (أف 5: 14؛ 1 تي 3: 16؛ في 2: 6-11؛ كو 1: 15-20؛ عب 1: 3)، تسابيح القديس بطرس (1 بط 1: 18-21؛ 2: 21-25؛ 3: 18-21)؛ تسبحة الأربعة مخلوقات الحية (رؤ 4: 8)، تسبحة الأربعة وعشرين قسيسًا (رؤ 4: 11)، الترنيمة الجديدة (رؤ 5: 9-10) الخ... بجانب هذه التسابيح وغيرها الواردة في الكتاب المقدس يوجد سفران مخصصان للتسابيح، هما المزامير ونشيد الأناشيد.