ماجد ميشيل عزيز
قررت الحكومه البدء في تجربه مشروع جديد لتوزيع دعم الخبز يتضمن حصه للمواطن في اليوم بمقدار 3 ارغفه لكل مواطن و هنا نتسائل هل ثلاثه ارغفه تكفي المواطن المصري الذي لا يجد الغموس اصلا فيكثر من تناول الخبز لتعويض النقص في المواد الغذائيه الاخري ..اعتقد ان سته ارغفه سيكون افضل و اكثر كفايه للمواطن المصري علي الاقل سيتناول رغيفين في كل وجبه بدلا من رغيف واحد في كل وجبه كما تريد الحكومه التي يبدو انها تريد الغاء دعم الخبز بطريقه غير مباشره فتقلل حصه المواطن من عدد الارغفه بدلا من ان تلغي دعم الخبز او تزيد سعر الرغيف فتكون بذلك قد قررت ان تفعل مثل الشركات التي بدلا من ان تزيد سعر السلعه فانها تقلل من وزنها بسريه تامه دون اعلان و يبقي المواطن سعيد ان السلعه لم يزيد ثمنها بينما قد اشتري كميه اقل دون ان يحس
لكن هل الحل في تقليل عدد الارغفه للمواطن ام الحل هو تقليل المهدر من الدقيق المدعوم في السوق السوداء فاغلب الافران تبيع الدقيق المدعوم في السر ..فسعر شوال الدقيق المدعم 8 جنيه و عندما يبيعه صاحب الفرن يكون بمائه و 10 جنيه تقريبا فاذا باع نصف عدد الجوالات المصروفه له فهو بذلك يكون قد ربح ربحا خياليا دون مجهود ووفر طاقه و اجور عمال و قد اصبح بعضهم مليونيرات بسبب بيع الدقيق المدعوم ..بينما لو صنع الكميه كلها ربما لا يربح الا ملاليم لا تكفيه اذن طريق الغني مفتوح امامه ببيع الدقيق المدعوم و العكس صحيح سيفلس و يجوع اذا صنع كميه الدقيق كلها خبزا اذن اصحاب الافران ايضا يجب وضعهم في الاعتبار
قضيه الخبز قضيه خطيره جدا لانها كانت السبب في غضب الناس من نظام مبارك الذي تجاهل معاناه الناس و الزحام امام الافران الذي كان يطول بالساعات للحصول علي اهم الاشياء في الحياه ..و اصبح الخبز خصوصا في الاقاليم يتم الحصول عليه بالكفاح و العرق و احيانا الدم و ضاعت ساعات العمل التي من المفروض ان تنجز فيها مصالح الناس امام منافذ بيع الخبز للحصول علي الخبز المدعوم لذلك كان الهتاف الاشهر وقت ثوره يناير هو
عيش حريه عداله اجتماعيه ..فاول اهداف الثوره كان الحصول علي رغيف خبز بسهوله و بوزن مضبوط بدون بهدله و هو مطلب بسيط
فاذن اول اهداف الثوره لم يتحقق بل توشك ان تصير الحاله اسوا ففي عهد النظام السابق كان يمكنك ان تشتري رغم الزحام و المشاجرات عدد معقول من الارغفه دون تقيد برقم معين و احيانا ازيد من حاجتك اما الان فيجب ان تختصر عدد الوجبات الي اثنتان او وجبه و نصف او لديك خيار اخر ان تشتري الرغيف الغير مدعوم ب 50 قرشا لتكمل الثلاث وجبات فاذا كان عدد افراد
اسرتك 5 افراد فقط يحتاج كل منهم الي ثلاثه ارغفه اضافيه في اليوم اذن تحتاج الي حوالي مائتي جنيه اضافيه لشراء الخبز فقط شهريا
معني هذا ان بهذه الطريقه الاسر الفقيره ستفتقر اكثر هذا اذا بقيت علي قيد الحياه او لم يتحول افرادها الي لصوص و بلطجيه اما الاسر المتوسطه الحال فستصبح فقيره
و هذا عكس ما توقعه الناس من حكومه ما بعد الثوره خصوصا حكومه من المتدينين فلم يتوقع احد ان تتم اجراءات تقشفيه تطبق علي المواطن بل كان المتوقع هو محاربه الفساد خصوصا انها حكومه دينيه المفروض انها تنادي بالفضيله و مراعاه الفقراء و
تقليل اهدار الثروات و الموارد الكثيره كما تم وعدنا في الانتخابات
ان صنع ازمه في الخبز هو اخر شيئ ينقص بلدنا المسكين و لا يجب ان ننسي ان الثوره الفرنسيه بدات بعد ازمه شديده في الخبز بسبب سوء سياسه الحكومه الفرنسيه في عهد لويس السادس عشر في توزيع الدقيق و الخبز فقامت الثوره بسبب هذا السبب الذي في ظاهره بسيط لكنه بالنسبه للمواطن الفقير هو الحياه ذاتها لذلك سمي المصريون الخبز بالعيش فليس بمقدور كل مواطن ان يشتري المواد الغذائيه الاخري التي تعوض نقص الخبز و التي سيؤدي زياده الاقبال عليها الي غلاء اسعارها اكثر مثل الارز و المكرونه اما اللحوم بانواعها فاصبح علي الاقل نصف المواطنين يكادون يرونها في الاحلام فقط
كنصيحه مخلصه اري ان تطبيق نظام الثلاثه ارغفه لكل مواطن ينذر بثوره الجياع التي حذر منها الكثيرون و هي نوع سيئ من الثورات يضر بالجميع و ياكل الاخضر و اليابس . فبالاضافه للبهدله و الانتظار بالساعات و المشاجرات ستتم تقليل عدد الارغفه فالرغيف هو اخر ما تبقي بيد المواطن و انتزاعه من يده يفقده الامل الاخير في اي انجاز ملموس للثوره علي ارض الواقع
فبعد ان بدات تضيع الحريه و ابتعاد فرصه العداله الاجنماعيه لم يبق الا الخبز