الأقباط متحدون - ديمقراطية الامريكان والاخوان خراب على مصر وشعبها
أخر تحديث ٠١:٤١ | الأحد ١٠ فبراير ٢٠١٣ | ٣ أمشير ١٧٢٩ ش | العدد ٣٠٣٢ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

ديمقراطية الامريكان والاخوان خراب على مصر وشعبها

كتب : صبحى فؤاد
منذ عام 1989 عندما تولى الرئيس الامريكى السابق " جورج بوش" الاب السلطة فى الولايات المتحدة الامريكية ومروا ب "بيل كلينتون" ثم "جورج بوش" الابن وحتى عهد الرئيس الحالى "باراك حسين اوباما " ونحن نكاد يوميا نسمع عن مساعى مكثفة وجهود كبيرة وضغوط امريكية علنية وسرية لنشر الديمقراطية فى مصر والعالم العربى واحترام حقوق الانسان والفكر والعقيدة من قبل حكام وانظمة هذه الدول.

ومن اجل تحقيق هذه الغاية - التى تبدو فى الظاهر غاية نبيلة وانسانية - لجأ الامريكان الى غزو العراق والتخلص من "صدام حسين" واسقاط "معمر القذافى" بمشاركة فرنسا وانجلترا  ومبارك بمشاركة الاخوان المسلمين وعدد كبير من الشباب المصرى والمجلس العسكرى بقيادة المشير السابق محمد طنطاوى .
وقبل مبارك كانوا نجحوا فى التخلص من الرئيس التونسى " زين العابدين" واليمنى "عبد الله صالح" بدعمهم السرى والعلنى للمعارضين الاسلاميين وغيرهم.
واليوم ونحن فى بدايه عام 2013م نرى الامريكان بالمشاركة مع جماعة الاخوان المسلمين فى مصر وحكام قطر والسعودية وتركيا يحاولون منذ عاميين بكل الطرق التخلص من نظام "بشار الاسد" بزعم انه ديكتاتور ومستبد وغير ديمقراطي !!

والمدهش والغريب انه فى حالة سوريا  نجد انه عندما يرتكب المعارضين والمرتزقة المتأسلمين من بعض الدول العربية المجازر البشعة ضد الاطفال والنساء والمدنين والابرياء من السوريين بطريقة بربرية وحشية تخالف تعليم الاسلام وكل الشرائع والقوانين الدوليه ومواثيق الامم المتحده نجد الامريكان لا يسمعون ولا يرون ولا يتكلمون مثلما نراهم يفعلون ازاء الجرائم اليومية التى ترتكب ضد معارضى الرئيس مرسى الاخوانى من قبل مليشاته والامن المصرى!!
وسؤالى هنا : هل الامريكان فعلا يريدون نشر الديمقراطية الحقيقية فى مصر وما يترتب على نشرها من احترام  غير مشروط لحقوق الانسان وحريه الفكر والعقيدة والعمل السياسى ؟ هل الامريكان فعلا يريدون ان يروا مصر والدول العربية وقد تحولت الى دول ديمقراطية وصارت شعوبها تتمتع بنفس المستوى الديمقراطى كما هو حال الشعوب الاوروبية او شعب كندا او استراليا مثلا ؟
للاجابة  على هذا السؤال علينا اولا ان نلقى نظرة سريعة على ما حدث للعراق بعد غزوها فى عهد الرئيس جورج بوش الابن ونسأل انفسنا هل صارت العراق دولة ديمقراطيه افضل بعد عشرة سنوات ام انها صارت دولة مفككة منقسمة على ذاتها يقاتل فيها ابناءها بعضهم البعض من اجل السلطة او البقاء؟
وهل صارت ليبيا او اليمن او تونس افضل بعد التخلص من حكامها السابقين واستبدالهم بحكام وانظمة اسلامية متشددة ؟
 
اما عن مصر وبعد مرور عاميين على اسقاط نظام الرئيس حسنى مبارك وفرض رئيس اسلامى متشدد تابع لجماعة الاخوان المتأسلمين على شعبها المسكين بكل الوسائل المشروعة وغير المشروعة دعونا نسأل انفسنا هل تقدمت مصر ولو خطوة واحدة الى الامام ؟ هل اصبحت مصر افضل فى ظل ديمقراطية الاخوان الاسلامية ؟ 
الحقيقة اذا نظرنا الى مصر فسوف نرى بوضوح ان ديمقراطية الاخوان المتأسلمين هى ديمقراطية لاتفرق كثيرا عن الديكتاتورية لان لها وجهان اولهما يظهرعند التعامل مع التابعين لهم ومؤيدهم وهو وجه جميل انسانى متحضر مشرق صباحا ومساءا يبتسم اربعة وعشرين ساعة على مدار اليوم . اما الوجه الاخر لديمقراطية الاخوان فهو وجه شرس قبيح دموى لايعرف تفاهم او نقاش يظهر عند التعامل مع معارضيهم وهم غالبية ابناء شعب مصر من رجال ونساء وشباب.
خلاصة الكلام :
اننى لا اعتقد ان امريكا تريد حقا انظمة ديمقراطية حقيقية فى مصر والدول العربية بدلا من الانظمة الديكتاتورية التى كانت موجودة من قبل او لاتزال والا لما رأيناه تدعم وتقف بجوار نظام فاشى دينى دموى فى مصر يقتل بدم بارد معارضية ويسجن حتى الاطفال ويعذبهم بلا رحمة ويكفر شيوخه كل من يعارضهم ويحللون دماءهم بفتاوىهم الدينية.
امريكا مثلما دعمت الارهابى اسامة بن لادن وانفقت عليه هى والسعودية الملايين وصنعت منه مقاتلا وبطلا اسطوريا لكى يساعدها على هزيمة الاتحاد السوفيتى ورحيل قواته عن افغانستان وبعد ان اكمل دوره المرسوم له على اكمل وجه جعلوه الارهابى رقم واحد فى العالم ونسبوا اليه كل جريمة حدثت شرقا او غربا سواء كانت صغيرة او كبيرة وانتهى بهم الامر الى قتله والتخلص من جثنه فى عرض البحر .. مثلما فعلوا مع بن لادن وشاه ايران وصدام حسين اثق ان الدور سوف يأتى على مرسى والاخوان المتأسلمين بعد ان يحقق الامريكان كل مصالحهم واهدافهم التى فى مقدمتها حل مشكلة الفلسطنيين بتوطين عدد كبير منهم - قيل انه 750 الف فلسطينى-  فى سيناء وادخال تغير على الحدود الشرقية لمصر لصالح سكان القطاع لانهاء الصراع الاسرايلى الفلسطينى على قفا وحساب مصر.
اذكر قبل قيام هوجة 25 يناير 2011 نشرت الصحف المصرية والعربية خبرا صغيرا يقول ان واحدا من جماعة الاخوان المسلمين ابلغ قيادات حماس فى غزة برفض التصالح مع رئيس السلطة الفلسطنية محمود عباس وطلب منهم الانتظار حتى وصولهم الى السلطة والحكم فى مصر ..وجاء على لسان هذا المسئول " الحمساوى" ان دول الغرب ما بدهم غيرنا احنا. ومرت الايام والشهور وسقط مبارك ونظامة وجاء الاخوان الى السطة لكى يثبت صحة هذا الكلام الذى قيل منذ عاميين ونصف وضحك البعض عندما اطلعوا عليه ولم يصدقوا وقتها ان امريكا والغرب يريدون حماس والاخوان المتأسلمين ولا احدهم غيرهم.
اخيرا ولاسف الشديد اقول ان ديمقراطية امريكا التى تسعى لفرضها على الشعب المصرى والشعوب العربية هى نفسها ديمقراطية الاخوان المتأسلمين ..ديمقراطية لها اكثر من وجه ..ديمقراطية مصالح ومنفعة ..ديمقراطية تقوم اساسا على المصلحة والمنفعة وليس لها علاقة بالديمقراطية الحقيقية او المثل والقيم والمبادىء اوحقوق الانسان ..ديمقراطية ان جاز لنا تسميتها بهذا اللفظ لاتحمل الا الخراب لمصر والدمار والدماء لانه اجلا او عاجلا سوف نجد امريكا والغرب يحاصرون مصر ويفرضون الوصايا عليها - بعد ان يكون الاخوان المتأسلمين انتهى دورهم وقاموا بتحقيق كل مطالب اسيادهم- بحجة نظام الاخوان نظام عمصرى دموى فاشى غير ديمقراطى لا يحترم حقوق الانسان المصرى ويهدد السلام العالمى وبشكل خطرا على امن اسرائيل.
 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter