القمص رويس الجاولى

+ وهو الشخص الذي يتولى إيقاع العقاب بالقاتل، ولذا فيعطى القانون حقّه من الإجلال، ويسري على البشر قول الوحي أن سافك دم الإنسان بالإنسان يسفك دمه (تك 9: 5-6؛ عدد 35: 31) وعندما تنتظم الحياة المدنية يصبح من واجب محاكم العدل أن تقتص من الآثم. غير أنه في العالم السامي كما كان عند غيرهم من الشعوب كالإغريق وقبائل الجرمان والسلاف كان العُرْف المتبع أن ينتقم الإنسان لنفسه. فكان عندما يقتل أحد أو يموت من جرّاء حادثة ما، كان على أقرب الأقرباء إلى الميت أن ينتقم له وكان يدعى "منتقم الدم" فيقتل القاتل أو مَنْ تسبب في موت قريبه ولو عن غير قصد بدون محاكمة تظهر ظروف القتل وبواعثه. وكان أقرب أقرباء من قتل انتقامًا للدم يأخذ على نفسه مهمة قتل من قتل قريبه. وهكذا تبدأ سلسلة من الثأر بين أسرتي القاتل والمقتول. وقد وضعت الشريعة الموسوية قواعد أزالَت الكثير من سيئات نظام "الثأر". فتعينت مدن للملجأ يهرب إليها القاتل غير المُتَعَمِّد. وَيُعْطَى فرصة للمحاكمة فتثبت براءته القتل عمدًا وعن سابق قصد (عدد 35: 19، 24، 27؛ 2 صم 14: 11).

+ وهناك ما يسمي النسيب الأقرب. أو جماعة الأقرباء ينتمون لقريب أو نسيب هدر دمه أو تعدي عليه ولحق به ظلم. وكانت الشريعة الموسوية تفرض أن: "قاتل دم إنسان، بالإنسان يسفك دمه" (تك 9: 6؛ عد 35: 31).

+ وعُدل قانون القتل فبُنيت "مدن الملجأ" في ضفتي الأردن الغربية والشرقية، منها حبرون، وشكيم وقادس في الضفة الغربية. وباصر، وراموت جلعاد، وجولان في الضفة الشرقية (يش 20: 7-8). وكان القاتل يقيم فيها بأمان إلى أن يبت القضاء الشرعي في أمره، فإذا حكم عليه أسلم إلى ولي الدم فقتله، وإلا أُبِيح له أن يعيش في تلك المدن إلا أن يموت رئيس الكهنة، الذي جرى القتل في زمنه. ومع مرور الزمن اشتد صوت الرحمة وضعف صوت الانتقام، الذي هو من صفات الإنسان البدائي. وقد نهى العهد الجديد عن الانتقام: "لا تنتقموا لأنفسكم أيها الأحباء، بل أعطوا مكانًا للغضب... لي النقمة أنا أجازي يقول الرب. فإن جاع عدوك فأطعمه (رو 12: 19).

+ والقول الوارد في (أيوب 19: 25) وهو "وأما أنا فقد علمت أن وليي حي"، فإنه ينظر بعين الرجاء إلى ملء الزمان الذي يأتي فيه الفادي مُخَلِّص البشر.
+ أما الوليّ بالمعنى العادي في العهد الجديد فإنما يقصد به الفداء الروحي الذي ناله عنا الفادي ويعطينا حق التمتع الكامل به. فإن فيه لنا الفداء. مغفرة الذنوب (أف 1: 7).