محرر الاقباط متحدون
شارك مساء اليوم، غبطة أبينا البطريرك الأنبا إبراهيم إسحق، بطريرك الإسكندرية للأقباط الكاثوليك، ورئيس مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك بمصر، في احتفال اليوبيل الماسي لإنشاء إيبارشية القاهرة المارونية، وذلك بكاتدرائية القديس يوسف المارونية، بالظاهر.
 
ترأس الاحتفال سيادة المطران جورج شيحان، رئيس أساقفة إيبارشية القاهرة المارونية لمصر والسودان، والزائر الرسولي على شمال إفريقيا، حيث أقيمت الاحتفالية تحت رعاية نيافة الكاردينال البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للكنيسة المارونية.
 
شارك أيضًا سيادة رئيس الأساقفة نيقولاس هنري، السفير البابوي بمصر، وعدد من أصحاب النيافة والسيادة، مطارنة مختلف الإيبارشيات الكاثوليكية بمصر، الذين يمثلون عضوية مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك بمصر.
 
كذلك، شارك في الاحتفال كهنة الكنيسة المارونية بمصر، ورؤساء، وممثلو الرهبانيات الرجالية والنسائية، والمستشار الدكتور جميل حليم، رئيس مجلس إدارة جمعية كاريتاس مصر، والمهندس وحيد نجيب، رئيس مجلس إدارة جمعية الصعيد للتربية والتنمية، والدكتور القس أندريا زكي، رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر، بالإضافة إلى ممثل عن قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، وبطريرك الكرازة المرقسية للأقباط الأرثوذكس، وممثلي الأحزاب السياسية بمصر.
 
وألقى سيادة المطران جورج شيحان كلمة، مؤكدًا أن هذا اليوبيل ليس مجرد ذكرى إدارية، بل هو تتويج لمسيرة إيمان حيّة نمت من بذرة صغيرة إلى شجرة مباركة، تمتد جذورها في أرض مصر، وتعلوا أغصانها نحو السماء.
 
رسالة الوحدة: "ليكون الجميع واحدًا":
في زاوية مبتكرة للخطاب، ركز المطران شيحان على المفهوم العميق للإيبارشية كـ "عائلة روحية" ، مؤكدًا أن جوهر هذه المسيرة هو تحقيق الوحدة التي طلبها المسيح. 
 
وشدد سيادة المطران على أن الوحدة المطلوبة ليست مجرد تنظيم إداري، أو توافق بشري، بل شراكة روحية، ومحبة، ووئام تَنبُع من الوحدة في الله الواحد، لتكون دليلًا مرئيًا على مصداقية الرسالة المسيحية.
 
وربط رئيس أساقفة إيبارشية القاهرة المارونية هذا الاحتفال برسالة العطاء الروحي، والتربوي، والاجتماعي التي بدأها المهاجرون الموارنة الأوائل، مذكرًا بـ "عبق الأرز من لبنان إلى أرض المحروسة"، وقد ترافق في البدايات الرهبانية المارونية الحلبية (المريمية حاليًا).
 
وجاءت الاحتفالية بمثابة وقفة تكريمية لمؤسسي هذا الصرح، وعلى رأسهم البطريرك المكرم إلياس الحويك، الذي وضع أساسات الإيبارشيّة سنة 1905، وهو اليوم على طريق إعلانه طوباويًا.
 
وشملت المسيرة اليوبيلية المدن الرئيسية: من القاهرة والإسكندرية، ودمياط كذلك امتداد جغرافي: إلى الصعيد، والسودان، حيث امتدت رسالة الموارنة جيلًا بعد جيل.
 
واختتم سيادة المطران كلمته بدعوة إلى تجديد الالتزام بالرسالة، مؤكدًا أن اليوبيل الماسي هو دعوة لتكون الكنيسة "شاهدة، مُتجذّرة في الإيمان، مٌنفتحة على العالم، حاضرة في قلب المجتمع المصري بعطائها، ومحبتها.
 
ولم يغفل المطران شيحان عن توجيه تحية خاصة إلى هذه البلاد الحبيبة مصر التي احتضنت الكنيسة المارونية لأكثر من خمسمائة عام، موجهاً التحية لفخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، وأركان الدولة.
 
وأكد سيادة المطران على الاندماج الحضاري العميق بكلمته معلنًا نفتخر بأننا تطبّعنا بكل كيانات هذا البلد، فتفاعل فينا، وتفاعلنا فيه بالفكر، والثقافة، والأدب، والفن، لنسير يدًا بيد.
 
واختُتمت الاحتفالية بإعلان شعار المرحلة المقبلة: "كنيستنا – بيت الإيمان، مدرسة المحبة، ورسالة الرجاء".