الأب جون جبرائيل الدومنيكاني
أظنّ أنّ أكبر إساءة يمكن أن تُوجَّه إلى الحضارة المصرية القديمة هي اختزالها في مجرّد تريند عابر: من موكب نقل المومياوات إلى افتتاح المتحف المصري الكبير. كلّها لحظات مبهرة، وصور ملوّنة، وتغييرات في الصور الشخصية، واحتفاء لطيف بلا شكّ، لكنّه سطحيّ وعابر.
فالالتفات إلى الماضي، في جوهره، ليس حنينًا شكليًّا بل رجعةٌ إلى الجذور من أجل الوثبة إلى الأمام. تلك الرجعة هي التي تمنحنا القوّة للانطلاق، لا البقاء في دائرة الإعجاب الفارغ.
ما يسحر حقًّا في الحضارة المصرية القديمة هو دقّتها المتناهية في إنجاز العمل، ذلك الإتقان الذي جعل من آثارها "مُنجزات تناطح الزمن وتبقى حيّة. فلننظر إلى قوّة البناء وخلود اللون؛ فهنا تكمن العبقرية المصرية الحقيقية، في الجمال الذي لا يزول، لا في الصخب الذي يزول بعد دقائق من العرض.
فكيف نعمل ونصنع اليوم، مستلهمين الدقة والأمانة والجمال الذي التزم به أجدادنا؟
الصورة من مقبرة نفرتاري زوجة رمسيس الثاني، القرن ال ١٣ قبل الميلاد، في الأقصر.
الأب جون جبرائيل الدومنيكاني





