بقلم : نشــأت عــدلي
الكلمة لاتزول ولا تُنسي .. بل يسجلها التاريخ كوثيقة ممهوره بدماء غزيره ... الكلمات تبقي .. وهي أقوي من طلقات الرصاص .. طلقات الرصاص تظل ذكري نكتب عنها ونحتفل بذكراها ونحيّ شهدائها .. أما الكلمات تظل وصمة عار في جبين من أرتكب إثم أو تجاوز حقوق الإنسان أو الفرد في المجتمع..
الكلمات يصيغها التاريخ كوثيقة دائمة تشهد علي كل طاغي مستبد .. وتتناقلها الأجيال ..
لاتخشي الحكومات والحكام إلا الكلمات لأنها تشهد علي أعمالهم وأفعالهم .. الكلمات أفرزت فصيل من الكتّاب المثقفين والموثقين لكل مرحلة من المراحل .
إذا أردت معرفة تاريخ مرحلة بلد أو أمة فليس لك إلا ماكتب عنها في تلك المرحلة فهي الوثيقة الوحيده الصادقة التي تنظـّر لتلك المرحلة ... الكلمات يظل أثرها مدي الأجيال وهي توجع كثيرا الذين سيكتب التاريخ أسمائهم .. إن كانت بحروف من نور أو بحروف سوداء قاتمة اللون .... الكلمات هي الشاهد الذي لايكذب والذي يصدقة الجميع .. وبه أما تنصب اللعنات أو الحسنات ...
كل العظماء الذين رحلوا عن عالمنا ولكنهم عاشوا في ضمير الأمة وذاكرتها أصبحوا عظماء بأعمالهم التي شهدت عليها الكلمات وشهدت علي أعمالهم التي لم يزل أثرها في قلوب وضمير كل فرد عاش المرحلة التي صنعوها وكان تأثيرهم لازالت الشعوب تجتر أفضالها .
أطلقوا الكلمات علي الطغاة فهي أقوي من الرصاص لأنها ستظل لصيقة بهم ومخزية لهم ومتبرئة من كل أعمالهم المدمرة .
الكلمات التي ستفضح وصولهم في غفلة من الزمن إلي مسئولية كانت حلم ضائع وبعيد عنهم .. والكلمات التي ستكشف أنهم أضعف وأقل من تحمل أي مسئولية مهما تضائل حجمها .
الوطن يحتاج للكلمات أكثر من الرصاص ... هم يستخدمون الرصاص ليقتلوا الأصوات الحرة التي تفضح أعمالهم الرديئة .. ويكمموا كل صوت حر يحاول أن يصرخ بالحقيقة ... الحقيقة تؤلمهم كثيرا لأنهم يكذبون حتي علي أنفسهم ويصدقون أكاذيبهم . لا يستطيعوا أن يواجهوا أنفسهم بهذه الحقيقة .. ولكنهم يواجهونها بالرصاص .. أنهم لا يخشون إلا الكلمات لأنها ستظل وصمتهم لكل الأجيال التي ستقرأ وتعرف خزيهم وعارهم أمام جيل ضحكوا عليه واستغلوا كل إمكانياته للوقوف في صفوفهم .. يخشوا الكلمات لأنها ستوضح مدي العار الذي وقعوا فيه .
يخشون الكلمات لأنها ستبين مدي الغش الذي كانوا ينسبونه للسابقين وإذ همّ أكثر غشا وخداعا منهم حتي أصبح السابقين أكثر احترامً منهم .
الكلمات هي التي ستفضح سرقتهم لكل حلم من أحلام الأمة المشروعة .. أحلام التقدم والعيش بكرامة ..
الكلمات التي سيسجلها التاريخ عن استغلال الإنسان ومهانته وعريه أمام أنفسهم..
الكلمات التي ستعريهم من كل فضيلة حاولوا أن يلصقوها بأنفسهم ليكتبسوا عطف الشعب وموافقته علي كل أفعالهم التي هي ضد الشعب عينه .
الكلمات هي التي ستوضح وتبين مدي اغتيالهم لشخصية المواطن وقتله نفسيا ومعنويا واغتيال حلمه بحياة مستقرة .
من فضلكم .. أطلقوا كل كلماتكم علي كل طاغي مغرور بعمله المشين للوطن . الكلمات تبقي ولا تفني أبدا .