ديڤيد ويصا
واحدة من أكبر التَّحدّيات اللي بتواجه الإنسان ..
 
هي طريقة تعامله مع احتياجاته اللي مش مُسدَّدة ..
 
واقصد الاحتياجات الحقيقيّة العميقة، مش الأمنيّات والأحلام ..
زي الحُبّ والتّقدير والاحترام والتِّشجيع والأمان وغيرهم.
 
وقت الاحتياج بيكون قُدَّامَك دايمًا اختيارين:
إما انّك تسدّده بطريقة تريَّحك مؤقتًا، حتى لو مش صح ..
 
وده هيؤدّي لكوارث ممكن متقدرش تلمَّها، مهما اتأخَّر ظهورها!
أو انَّك تكبته وتدوس على نفسك، كما لو كان مش موجود ..
 
وده هيحطَّمَك وهيغيَّر طبيعتك ويقسِّيها، مهما بان غير كده!
زي مثلًا الإدمان بكل أنواعه، أو الكبت الجنسي ..
 
أو الدخول في علاقات مؤذية أو مش وقتها ..
 
كلها طرق غلط لتسديد احتياجات حقيقيّة عميقة!
----
لكن فيه اختيار تالت، محتاج وعي وتدريب ..
 
ويمكن تبتدي تلتفت ليه وتقدَّر قيمته ..
 
بعد ما تجرّب وجع وخزي الاختيارين الأولانيّين!
 
وهو اختيار "الاكتفاء والانتظار"!
 
الرسول بولس بيقول آية، دايمًا بنستخدمها في غير معناها:
 
"أستطيع كل شيء، في المسيح الذي يُقوَيني" (في ١٣:٤)
"كل شيء" هنا ..
 
مش بيتكلّم عن كل "إيمان وبطولة وخدمة ومعجزات" ..
 
لكن عن كل "احتياج وضيق وعوَز"!
 
قبلها بيقول: "قد تعلَّمت أن أكون مُكتفيًا بما أنا فيه" (في١١:٤)
 
مش بمعنى انه بيتغاضى عن احتياجه ويكبته ..
 
لكن بمعنى انه بيتعامل معاه بنضج وقتها ..
 
وهو واثق ان الله هيعوّضه ويكفيه ويملا الاحتياج بطريقته ..
 
عشان كده في وقت الاحتياج بيقول:
"قد تدرَّبت أن أشبع وأن أجوع، وأن أستفضل وأن أنقص" (في١٢:٤ب)
 
المؤمن وقت ضيقه واحتياجه، محتاج يتعلِم ويتدرَّب ..
 
إنه ينتظر الرب، ويكتفي بيه، ويثق فيه ..
 
لأنه في اللحظة اللي هيقرَّر يسدِّد فيها احتياجه، بطريقة غلط ..
 
هتكون العواقب كارثيّة، ويا عالِم هيعرف يرجع منها سليم ولا لأ!
 
بشجَّعَك عن اختبار، انك تلهَج في كلمة الله وتخلّيها تشكِّلَك ..
 
احتفظ بكل كلمة، الله بيعلِّمهالك في وقت فيضَك ..
 
لأنك هتحتاجها عشان تجترّ عليها في وقت جوعك ..
 
واحتفظ بكل أكلة، الله بيشبَّعَك ويملاك بيها في وقت راحتك ..
 
لأنك هتحتاجها عشان تتسند وتتعزّى بيها في وقت ضيقك!
 
وثق تمامًا –عن اختبار– إن الله بيكفّي ويوفّي ويسدّد في وقته ..
 
بس الله مش زي العالم، لما يسدِد احتياج بيحُط معاه فراغ يدمَّر ..
 
لكن الله "بيملا كل احتياج" (في١٩:٤) عشان يشبع ويغني ويريَّح!
--
احتياجك المُسدَّد من الله –مهما اتأخَّر– هيملاك ويغنيك ..
 
لكن احتياجك اللي بتسدِّده بعيد عن الله –مهما كان متاح– هيفرَّغَك ويؤذيك!