بقلم الأب يسطس الأورشليمى
الحمل هو الكبش الصغير، الذى يرمز به إلى السيد المسيح تصديقاً لما جاء فى إنجيل يوحنا. يشير يوحنا فى نفس الإنجيل أن الحمل هو الحيوان الوحيد الذى له القدرة على فتح الكتاب المقدس بسبعة أختام، وذلك أحد أسباب اتخاذ المسيحيين من الحمل رمزاً للمسيح.
 
ويرمز الحمل للمسيح حمل الله (يو29:1؛ 11:10)، كما يرمز للمُؤمنين الذين يقتادهُم الراعي الصالح، الذي يبذل نفسه عن الخراف. الحمل هُو القربانات التي تُوضع في طبق الحمل ليختار منها الكاهن القربانة التي سيضعها على المذبح، ويُصلي عليها القُداس،
 
 وهي تُشير إلى المسيح حمل الله الذي بلا عيب، هُوذا حمل الله الذي يرفع خطية العالم كله، (يو29:1)، ويجب أن تكُون القربانة مستديرة الشكل إشارة لقرص الشمس فهي ترمز إلى الحمل الحقيقي الرّب يسُوع المسيح. 
 
يكُون عدد القربان الذي يُوضع في طبق الحمل في العادة عدداً فردياً نسبة إلى السيد المسيح ابن الله الوحيد المتفرد في صفاته، وكمالاته الإلهية ويكُون عادة: ثلاث قربانات نسبة إلى الثالُوث القدُوس، أو خمس قربانات نسبة للخمس ذبائح التي كانت تُقدم في العهد القديم وهي: ذبيحة المُحرقة ذبيحة الإثم، ذبيحة الخطية، ذبيحة السلامة، ثم تقدمة الدقيق، وكُلها كانت تُشير إلى ذبيحة السيد المسيح الخلاصية. أو سبع قربانات نسبة للذبائح السابقة مضافاً إليها العصفُورين الخاصين بطقس تطهير الأبرص، وكان الكاهن يذبح واحداً منهما، ويلطخ الآخر ببعض دمائه ويطيره رمزاً لمُوت السيد المسيح ثم قيامته.
 
 أما مكان صنع القربان فيسمى: بيت لحم وهُو: المُوضع الذي ولد فيه المسيح حمل الله، ومُوقعه الطقسي الركن الجنُوبي الشرقي من فناء الكنيسة.
 
يرمز الحمل إلى تضحية المسيح بنفسه من أجل خلاص البشر من إثمهم وخطيئتهم تضحية كاملة، وبالتالى فالحمل يرمز إلى صلب المسيح خاصة عندما صور الحمل مع الصليب فهو يرمز إلى عملية الصلب كما يرمز الحمل إلى السيد المسيح فى كلتا الحالتين المعاناة والنصر فهو رمز لآلام المسيح وبعثه، ومما يؤيد ذلك وصف الكتاب المقدس للمسيح بالشاه المذبوحة أثناء صلبه.
 
عندما يصور الحمل فوق تل أو هضبة وتحيط به أربعة جداول مائية فالهضبة ترمز إلى الكنيسة وجداول المياه الأربعة يرمزون إلى أنهار الجنة الأربعة أو الأناجيل الأربعة.
 
أضاف "Cooper" أن الحمل عندما يصور فوق السفينة التى تحتوى على مجاديف متعددة، فالحمل هو السيد المسيح والسفينة هى الكنيسة والمجاديف هم الحواريين الأثنى عشر، والبابا كيرلس بابا الإسكندرية أضاف لرمزية الحمل نقطة جديدة وهى أن الحمل والحمامة عندما يتم تصويرهما معاً فهما يصوران جسد وروح المسيح وطبيعته الإلهية والبشرية معاً، وقد كان الحمل بشكل عام هو رمز المعتنق الجديد للدين ورمز الولادة الجديدة.
 
عندما يصور المسيح يحمل أو يمسك بالحمل فالمسيح هنا هو الراعى الصالح فقد قال المسيح عن نفسه بأنه الراعى الصالح، حيث أننا نجد أنه ذكر كثيراً فى الأناجيل الأربعة خاصة فى إنجيل يوحنا. 
 
عندما يصور الراعى الصالح يحمل فوق أكتافه الحمل فهو بذلك يرمز إلى رعاية واهتمام المسيح بالضعفاء. كما أن علاقة الراعى بخرافه هى علاقة وطيدة يتحمل فيها الراعى مسئوليته عن أغنامه حيث أنه يعطى بلا حصر وهم يأخذوا ويطيعوا أوامره وهو يقودهم وهم يتبعونه وهو يحميهم فيكونوا سالمين، وقد كان تمثال الراعى الصالح رمزاً رومانياً شائعاً فى الفن الرومانى رمز لحب الخير اقتبسه المسيحيون ليرمزوا إلى السيد المسيح وعادة يمسك الراعى بعصا طويلة لقيادة الغنم وجمعها معاً والدفاع عنها وتأديب العصاة منها، فالعصا هنا تعنى الحماية سواء من الأعداء أو حماية المؤمنين من أنفسهم ونبذ الخراف الضالة منهم، فعلى قطعة نحتية نصف دائرية من الفيوم توضع اثنان من الحملين فى مواجهة بعضها وبينهما قارورة بها نباتات ترجع إلى القرن السادس – السابع الميلادى. 
 
يحمل الحمل دائماً صفة النقاء والطهاة وهو ما كان يسوع دائماً يأمر به شعبه ليكونوا طاهرين غير آثمين، وفى الكنيسة المسيحية يعتبر القساوسة أو الأساقفة رعاة عينهم رئيس الرعاة الأعظم لرعاية شعبه().
 
قدم الفكر المسيحى المبكر الراعى وكأنه مخلص للحمل المحمول فوق كتفيه مقيداً تماماً بيديه، بينما قدم الأغنام المحيطة به على هيئة تكوينات لا تزال غير مخلصة يبحثون عن المأكل والمشرب فى حركة تصويرية رائعة، وبالتالى فإن الاهتمام بالمنظر قد يكون مجسداً لحالة المسيحة المبكرة التى لا تزال فى سبيل التكوين، فالحمل المحمول فوق الكتف يعنى المؤمنين الذين قبلوا العقيدة ووافقوا على الإيمان بالمسيح فحملهم بعيداً عن الضالين. وعلى تاج عمود على شكل سلة مصور عليه أربعة كباش فى الجوانب الأربعة وكأنهم على وشك الوثب، ترجع إلى القرن الخامس- السادس الميلادى.