محرر الأقباط متحدون
"لنواصل هذه المسيرة المباركة تعضدنا صلوات جميع قديسي كنيستينا، وبشفاعتهم، ليواصل المسيحيون في الشرق الأوسط الشهادة الأمينة للمسيح القائم من بين الأموات" هذا ما قاله البابا لاوُن الرابع عشر في كلمته إلى جاثليق بطريرك كنيسة المشرق الآشورية وأعضاء اللجنة المشتركة للحوار اللاهوتي بين الكنيسة الكاثوليكية وكنيسة المشرق الآشورية
استقبل قداسة البابا لاوُن الرابع عشر صباح اليوم الاثنين في القصر الرسولي بالفاتيكان جاثليق بطريرك كنيسة المشرق الآشورية مار آوا الثالث روئيل وأعضاء اللجنة المشتركة للحوار اللاهوتي بين الكنيسة الكاثوليكية وكنيسة المشرق الآشورية وللمناسبة وجّه الأب الأقدس كلمة رحّب بها بضيوفه وقال "نعمة لكم وسلام من الله أبينا ومن الرب يسوع المسيح". بكلمات القديس بولس هذه، أرحّب بقداستكم كأخٍ محبوب في المسيح، وأعبّر مجددًا عن امتناني لحضوركم في افتتاح حبريّتي. كما أوجّه تحية حارة إلى أعضاء اللجنة المشتركة للحوار اللاهوتي بين الكنيسة الكاثوليكية وكنيسة المشرق الآشورية. إنّ هذه الزيارات المشتركة من قبل جاثليق بطريرك كنيسة المشرق الآشورية مع أعضاء اللجنة، تشكّل عادة جميلة ترسّخت في السنوات الأخيرة. فهي تشهد على أنّ اللقاء الأخوي والحوار اللاهوتي هما عنصران متكاملان في المسيرة نحو الوحدة. فـ"حوار الحقيقة" هو تعبير عن المحبة التي توحّد كنيستينا، في حين يجب أن نفهم أيضًا "حوار المحبة" من منظورٍ لاهوتي.
تابع الأب الأقدس يقول لقد كانت زيارتكم الأخيرة عام ٢٠٢٤ مناسبة للاحتفال بالذكرى الثلاثين للحوار الرسمي بين كنيستينا. لقد كان التقدّم الذي تمَّ تحقيقه خلال هذه السنوات ملحوظًا، إذ التزمنا بأمانة بالتفويض والمنهجية اللذين وضعهما أسلافنا. وكما جاء في الإعلان المشترك لعام ١٩٩٤ بين قداسة البابا يوحنا بولس الثاني وقداسة مار دنخا الرابع: "لكي تكون الشركة كاملة وشاملة، يجب أن تقوم على وحدة الرأي في مضمون الإيمان والأسرار وبنية الكنيسة". وقد شكّل هذا الثلاثي الإطار للمراحل المتتالية من حوارنا اللاهوتي. فبعد التوصّل إلى اتفاق حول الإيمان الكريستولوجي، وبالتالي حلّ نزاعٍ دام ألفًا وخمسمائة عام، تقدّم الحوار بيننا إلى الاعتراف المتبادل بالأسرار، مما أتاح نوعًا من المشاركة في الأسرار بين كنيستينا. وأودّ أن أعبّر عن امتناني العميق لكل واحدٍ منكم، أيها اللاهوتيون أعضاء اللجنة المشتركة، على إسهاماتكم القيّمة وجهودكم المشتركة، التي لولاها لما كان ممكنًا بلوغ هذه الاتفاقات العقائدية والرعوية.
أضاف الحبر الأعظم يقول وفيما يتعلّق ببنية الكنيسة – وهو محور الحوار الحالي – يكمن التحدّي الأساسي في تطوير نموذجٍ مشتركٍ للشركة الكاملة، مستوحى من الألفية الأولى، ويأخذ في الاعتبار في الوقت عينه التحديات المعاصرة. وكما أكّد أسلافي مرارًا، فإنّ هذا النموذج لا ينبغي أن يقوم على الامتصاص أو الهيمنة، بل على تبادل المواهب بين كنيستينا، تلك المواهب التي يمنحها الروح القدس لبنيان جسد المسيح. إنّي أتطلّع إلى ثمار حواركم اللاهوتي المستمر في هذا الشأن، والذي نقوم به "معًا، بطبيعة الحال"، كما عبّر القديس البابا يوحنا بولس الثاني بشغفٍ في رسالته العامة "ليكونوا واحدًا".
وفي هذه المسيرة نحو الشركة الكاملة، تابع الأب الأقدس يقول تبرز السينودسية كطريق واعدٍ إلى الأمام. خلال زيارة قداستكم عام ٢٠٢٢، صاغ البابا فرنسيس عبارة أُدرجت لاحقًا في الوثيقة الختامية لسينودس الكنيسة الكاثوليكية حول السينودسية: "إنّ مسيرة السينودسية التي تنتهجها الكنيسة الكاثوليكية هي ويجب أن تكون مسيرة مسكونية، تمامًا كما أنّ المسيرة المسكونية هي سينودسية". وبروح ذلك السينودس، آمل بصدق أن يؤدّي الاحتفال بذكرى مرور ١٧٠٠ عامًا على انعقاد مجمع نيقية إلى أن "نُطبّق عمليًا أشكالًا من السينودسية بين المسيحيين من جميع التقاليد"، وأن يُلهمنا ممارسات "سينودسية مسكونية جديدة".
وختم البابا لاوُن الرابع عشر كلمته بالقول لنواصل هذه المسيرة المباركة تعضدنا صلوات جميع قديسي كنيستينا، ولا سيّما القديس إسحق النينوي، الذي أُضيف اسمه العام الماضي إلى السنكسار الروماني. وبشفاعتهم، ليواصل المسيحيون في الشرق الأوسط الشهادة الأمينة للمسيح القائم من بين الأموات، وليُعجِّل حوارنا بقدوم ذلك اليوم السعيد الذي سنحتفل فيه معًا على مذبحٍ واحد، متناولين جسد مخلّصنا ودمه الواحد، "ليؤمن العالم".




