د. ممدوح حليم
لقد تغنى ايوب رغم معاناته بالحياة، وأعتبرها هدية ومنحة من الله. إن الرب صالح وعطاياه صالحة. لذا نجده يقول مخاطبا الله:
" منحتني حياة ورحمة، وحفظت عنايتك روحي." (أيوب ١٠: ١٢)
إنه يعتبر رحمة الله تسير جنباً إلى جنب مع الحياة التي وهبه إياها. لا حياة بدون الرحمة الإلهية. الرحمة الإلهية جزء أصيل من الحياة. لن يتركك الله تسير في الحياة وأنت تفتقد رحمته.
لكن الملك داود رأى ما هو أبعد وأعمق من ذلك. اقرأ معي ما قاله مخاطبا الله:
" لأن رحمتك أفضل من الحياة. شفتاي تسبحانك". (المزامير ٦٣: ٣)
لقد رأى أن رحمة الله أفضل وأقوى وأشد من الحياة. إنها تفوق الحياة وتعلوها.
لكن ما هي أبعاد الرحمة الإلهية ؟
بالرجوع إلى ترجمات إنجليزية متعددة والى قاموس استرونج العبري/ الإنجليزي ، نجد أن الكلمة العبرية المترجمة إلى رحمة تنطوي على المعاني التالية :
الإحسان ، الحنو واللطف و العطف، الحب الثابت، الصلاح، الحب المخلص، الحب العطوف... إن كل هذه منحها الله لك مع رحمته وهو يمنحك الحياة ، كل هذه مع رحمة الله أفضل من الحياة نفسها وتفوقها وتتجاوزها.
لا تمل من الحياة وتسأمها ، فقد منحك الله معها رحمة تفوقها وتعلو عليها.





