محرر الأقباط متحدون
استقبل البابا لاون الرابع عشر صباح اليوم الجمعة في قاعة كليمنتينا بالقصر الرسولي وفداً من الحجاج القادمين من إستونيا لمناسبة السنة اليوبيلية ووجه لهم خطاباً سلط فيه الضوء على هذه الزيارة التي تحمل طابعاً مسكونيا، كما توقف عند منطق الحرب السائد اليوم في القارة الأوروبية، طالباً من الحاضرين أن يصلوا بحرارة على نية السلام في العالم.

استهل الحبر الأعظم كلمته معرباً عن سروره بهذا اللقاء ومذكراً ضيوفه بأن السنة اليوبيلية التي افتتحها البابا الراحل فرنسيس مكرسة لفضيلة لاهوتية هامة، ألا وهي فضيلة الرجاء. وقال لاون الرابع عشر إنه يصلي على نية الزيارة التي قادت ضيوفه إلى مختلف المقامات المقدسة في المدينة الخالدة، سائلا الله أن تساهم في ترسيخ رجائهم بوعود الرب كي يعودوا بعدها إلى بلادهم مليئين بالفرح، ويكونوا مستعدين لمقاسمة إيمانهم مع من يلتقون بهم معلنين الإنجيل بطرق بسيطة يوميا. وشاء البابا أن يحيي بنوع خاص اثنين من الكهنة الحاضرين اللذين نالا سيامتهما الكهنوتية مؤخرا، ولفت إلى أن السخاء الذي عبّرا عنه، عندما قالا كلمة "نعم" لدعوة الرب لخدمته وخدمة الكنيسة، كخدام مكرسين للإنجيل، يشكل علامة رجاء بالنسبة للجماعة المسيحية كلها في إستونيا. وأمل أن تكون سيامتهما أيضا مصدر تشجيع للعديد من الأشخاص الآخرين.

بعدها توقف الحبر الأعظم عند رفع الكنيسة المحلية في إستونيا إلى مستوى أبرشية، العام الماضي، وذلك بعد مضى قرن على إنشائها كمدبرية رسولية، وبعد خمسة قرون تقريباً على اندثار "كرسي تالين". وقال إن حضور الحجاج في روما والفاتيكان يقدم له فرصة لتهنئتهم شخصياً، ولتشجيعهم على الصلاة من أجل بعضهم البعض، وخصوصا من أجل أسقفهم كي يُغذّي الربُ دائماً وحدتهم كجماعة من المؤمنين، وكي تجذب هذه الوحدة مؤمنين جدداً. ولفت لاون الرابع عشر إلى أن ضيوفه يغتنمون فرصة وجودهم في المدينة الخالدة ليرفعوا الشكر لله، باسمهم وأيضا نيابة عن أخوتهم وأخواتهم في إستونيا، على كل النعم التي نالوها، وليعززوا الرباط القائم بين الكنيسة الكاثوليكية في بلادهم والكرسي البابوي. وقال الحبر الأعظم إنه يأمل بأن يساهم هذا الحج في توطيد هذه العلاقة.

هذا ثم أشار البابا إلى أنه يتواجد بين الحاضرين عدد من أعضاء الكنيسة اللوثرية الإستونية، ومؤمنون مسيحيون غير كاثوليك، بالإضافة إلى مجموعة من المؤمنين دعمت بسخاء كبير دعوى تطويب رئيس الأساقفة إدوارد بروفيتليش، والتي تكللت في احتفال جرى في "ساحة الحرية"، في تالين الشهر الفائت. وذكّر لاون الرابع عشر في هذا السياق بأن هذه الشهادة المسكونية، التي تنمو وتتغذى من خلال الحج المشترك، قد شكلت محور تأملاتٍ لهذا الطوباوي الجديد. كما أن شهادتهم هذه تأتي كترياق للحقد الذي كشف عن وجهه، وبشكل مأساوي، في حقبة الاضطهاد الذي تعرضت له الكنيسة المحلية على يد النظام السوفيتي. وأضاف الحبر الأعظم في هذا السياق أننا ما نزال نرى في يومنا هذا منطق الحرب السائد في أوروبا، مشجعاً ضيوفه على الصلاة بحرارة على نية السلام، لاسيما خلال الأيام المتبقية من حجهم إلى روما.

في ختام كلمته إلى الحجاج القادمين من إستونيا، لمناسبة السنة اليوبيلية، شكر البابا ضيوفه على زيارتهم، وأكد أنه سيتسمر في الصلاة من أجلهم، سائلا إياهم أن ينقلوا تحياته الحارة إلى أفراد عائلاتهم وأصدقائهم، وأن يقولوا لهم إن البابا يصلي من أجلهم. هذا ثم أوكل لاون الرابع عشر ضيوفه إلى شفاعة العذراء مريم، والدة الكنيسة، قبل أن يتلو مع الحاضرين صلاة الـ"أبانا"، متمنياً لهم حجاً موفقاً وسائلاً الله أن يباركهم جميعا.