Oliver كتبها
- لك يا ملك الملوك نخشع.تنتبه خلايانا حين نخاطبك.تتزاحم الأفكار على تسبيحك.أوتار القلب تشكر و تغني.لأنك رسمت محياك علي أجسادنا.جعلت من أبوتك لغة لصلاتنا و من أفراحك أثمرت المزامير.
- عبادتك إيماننا بك و إيماننا عبادة لك.من كلامك نكلمك.بلسان منك نترنم.لا يمكننا أن نعبدك بدونك.
- نعرف أن إيماننا قاصر.محبتنا ضئيلة.ما في القلب لا يكفيك.نعلم أنه ليس لنا سوي أن نضع أيادينا علي أفواهنا و نصمت قدامك إذ لسنا أصحاب كلام لا أمس و لا اليوم و لا أى يوم.لكننا منك نأخذ لنسبح.بك نطلب لنجد.فيك يا يسوع المسيح نخاطب الآب فيسمع.الروح فينا و يكمل نواقصنا.فنحن لا نعبد وحدنا.
- نحن بالفعل مميزون لإتحادنا بجسد و دم إبن الله.هذا الذى منه و به و له نؤمن.فإيماننا مأخوذ من إتحادنا بك.لذلك مع نوال القدسات ترتسم فينا الصلوات.تنسجم العبادة مع الروح الساكن فينا الذى يحرك كل أركان الكيان الداخلي.نحن يا رب نأخذك لنعبدك.نعبدك لنأخذك.هكذا عشنا بك و عشنا عليك.
- عبادتنا لك تولد كل يوم.تنبع من مراحمك التي تتجدد كل صباح.هي من الأعالي نازلة و إلي الأعالي بوساطة المسيح صاعدة.الصلاة المقبولة هى التي منك ننالها .العبادة الحيةهى تلك المأخوذة من الروح القدس.حينها فقط بالروح و الحق تكون.أما صلواتنا بدونك فهي شقية لا تبرح مكانها.
- أنت العارف زوايا النفس و مفاصلها.مفارق النوايا و خباياها.مكنونات القلب و سرائره.أنت تعلم الشوق و ما قبل الشوق و ما بعد الشوق.فكيف من كل هذه الأركان نصلي إلا إذا أنت أنرت الداخل كله فتصير الصلاة قلب يخاطب قلبك.روحاً متهللة بروحك.صورة إبن يخاطب إبنك.نريدك أن تأسر كل هذا الداخل العميق فيصير قدامك.تضع لمساتك عليه و تنقيه فيأتي بصلاة مثمرة.بعبادة مقبولة.
- يا من تملك أصل كل الأشياء و اللغات .ضع كل مرة قدامنا فكراً جديداً لشكرك.صياغة جديدة لتسبيحك.كسوة جديدة لأفراحنا بك.إنغماساً جديداً في حبك.لأن الجديد هو منك و الأصل هو فيك.
- حين تحرر قدامنا قيود اللغة تنطلق صلواتنا إلي ما بعد الدهر.تنفك متاريس الجسد.ياخذنا السُلَم السمائي إلي حيث نبصر و لا نبصر,إلي حيث نسمع و لا نسمع.إلي حيث نفكر و لا نفكر.هناك نذكرك وحدك و ننسي من نحن.نتعجب بك و لك حين نباركك فنصير منك عجباً حتي قدام ملائكتك.
- ما زلنا على الأرض نحبو فى عالم الروح.في جوارنا تسكن التسابيح فى إنجيلك.نرى الصلاة و هى تترقي إلي حوار معك إلى إندماج فيك. إلى هيام بك يا ربنا العظيم.نسمعك كما تسمعنا.كلما باركناك نتحد بك أكثر.كلما سبحناك نغرق في نورك.كلما عظمناك نستغرق في مجدك.تصير الصلاة لا صلاة بل شيئاً آخر لا إسم له ههنا.
-لا ترتقى الصلاة إلا لما تتخطى الفاصل بين النور و الظلمة.تعتلي الجَلَد الذى تحت السماء لتلمس الجَلَد الذى فوق السماء.تظهر لها كواكب النواريين فتتمتع بالحق كخليقة جديدة.وقتها تظهر الأرض الجديدة في القلب و ينهمر الفيض السمائي.تكتسي الصلاة بثوب يطهرها فتتأهل لعالم النور.تأخذ من هناك أثمار الكمال فتلتهب الصلاة.تتحول العبادة إلي كيان منصهر في مجد الآب. هناك تجد الآلام كغنيمة.تنفلق من تلقاءها فتبرز الأمجاد الكامنة فيها. تتكلل الصلاة بمسحة الروح القدس فتصير مشاعر المناجاة تيجاناً.تغيب الكلمات وتتلاشي الألفاظ كالقشور عن عيني شاول. تتبلور المعاني الدسمة ككائنات روحانية .تنجلى المحبة التي حملت الصلاة علي أجنحة النسور.تنجذب من تلقاءها إلي نبع المحبة على عرشه.أنت نبراسها و منارتها.بك تتحد..إذ تسكن هناك عالم المجد.





