القمص اثناسيوس فهمي جورج
لم يكن خطأ اريوس الهرطوقي ؛ خطأ لفظي او مجرد خطأ تعليمي ؛ لكنه تغيير للعقيدة في اصولها وفروعها { هرطقة ( αιρεσιδ ) } : لذلك صاغ الايمان النيقاوي اقرار الامانة الارثوذكسي كقانون ؛ ليقر العقيدة الرسولية السليمة ويعلن المضاهاة والمقارنة مع التجاديف الهرطوقية التي اخترعها اريوس ضد الحق الالهي المختص بتدبير خلاص الله للبشرية ووحدانية الله ؛ ومن اجل هذا صار حرم اريوس والاريوسية ( انصافها وذيولها ) ضرورة ؛ لحفظ رضي المسيح علي كنيسته ؛ والكرازة بوحدانية الله وبالمساوة في الجوهر الالهي ؛ وتثبيت وشرح عقيدة " ال هوموؤوسيوس Ομοουσιοδ "
لوصف وحدة الجوهر الالهي الذي في الاب والابن وتساويهما في جوهر اللاهوت الواحد ، او اشتراكهما في نفس الجوهر اللاهوتي الواحد . فالابن ليس شبيها بالاب وليس اقل من الاب ؛ فالابن ازلي ؛ غير مخلوق ؛ غير متغير ؛ ومن نفس الجوهر الالهي الذي للاب { هومو Ομο } تعني من نفس او مساو - { اوسيوس ουσδοδ } الجوهر .تعبيرا عن الوحدانية في الكرامة والمجد والكرامة والازلية .
وبالرغم من حرم اريوس وقطع المجمع النيقاوي له ؛ لكن جبروته الزاعق والزاحف استمر في انصاف الاريوسيين وفي ذيول الاريوسبة التي اشعلت حرائق عنيفة ضد الكنيسة حتي اطفأها الله بنفخة فمه ؛ بعد ان تهدد سلامها وامانها . لكن الله في وسطها فلن تتزعزع الي الابد وهو يوجد له اباء وشهود يشهدون وينطقون ببشارة خلاصه في كل زمان وحتي نهاية الازمنة





