الاقباط في حرب اكتوبر ١٩٧٣ ( ١٢ ) 

القمص رويس الجاولى

قائد عسكرى مصرى من قادة حرب أكتوبر عام 1973م وكان أول شهيد من الرتب الكبري في تلك الحرب التي إتسمت بأنها الحرب الأولي في التاريخ الحديث التي تكون نسبة الشهداء والمصابين فيها من الضباط والقادة ذوى الرتب العليا كبيرة بالقياس إلي تلك النسبة في الحروب الحديثة حيث نجد أنه علي سبيل المثال قد إستشهد في هذه الحرب اللواء أحمد حمدى نائب قائد سلاح المهندسين وبطلنا العميد شفيق مترى سدراك ، وكان قائدا للواء الثالث المشاة الميكانيكية التابع للفرقة 16 مشاة والعميد أحمد عبود الزمر قائد الفرقة 23 المشاة الميكانيكية والعميد إبراهيم الرفاعي قائد المجموعة 39 قتال والعميد مصطفي حسن قائد اللواء 22 المدرع والعقيد السيد توفيق أبو شادى قائد اللواء الأول المدرع والعقيد نور الدين عبد العزيز قائد اللواء الثالث المدرع والمقدم إبراهيم عبد التواب قائد الكتيبة 603 مشاة الأسطول والمقدم عبد الفتاح زيدان قائد كتيبة المقدمة بالفرقة الثانية مشاة وأستاذ القتال المتلاحم بالدبابات كما كان يطلق عليه كما أصيب في هذه الحرب العميد عبد رب النبي حافظ قائد الفرقة 16 مشاة والعقيد عادل يسرى قائد اللواء الأيسر بالفرقة 16 مشاة والعقيد محمود شعيب قائد اللواء 130 مشاة الأسطول، 
 
وعلاوة علي ذلك فقد أصيب اللواء سعد مأمون قائد الجيش الثاني الميداني بأزمة قلبية حادة نتيجة المجهود البدني والذهني الذى بذله طوال 9 أيام بلا راحة تقريبا ولا نوم بداية من إندلاع الحرب يوم 6 أكتوبر عام 1973م وحتي إصابته يوم 14 أكتوبر عام 1973م وإن دل ذلك علي شئ فهو يبرهن علي أن كبار القادة وكبار الضباط قد خاضوا حرب أكتوبر عام 1973م وهم في الصفوف الأمامية بين ضباطهم وجنودهم غير مبالين بما قد يتعرضوا له من أخطار خاصة وأن عربات أو دبابات القيادة تكون مميزة وواضحة تمام الوضوح نظرا لوجود هوائيات الإرسال والإستقبال فوقها ولذا فإنه يسهل رصدها من جانب العدو والذى بالتالي يعمل علي إستهدافها وإصطيادها في المقام الأول .
 
وبطلنا شفيق مترى سدراك ولد عام 1921م بقرية المطيعة بمحافظة أسيوط وقد إنتقل والده إلى محافظة البحيرة وإستقر هناك بقرية يوسف حنا بمركز شبراخيت وكان يعمل مدرسا وبعد أن أكمل سدراك دراسته الثانوية تقدم لكلية التجارة ثم تركها في الفرقة الثانية وإنتقل للكلية الحربية حيث كانت لديه رغبة هائلة في الإلتحاق بالجيش المصري وتخرج منها عام 1948م وإلتحق بسلاح المشاة برتبة ملازم ثان وخدم في البداية في السودان، 
وكان العميد سدراك من أوائل من حصلوا على شهادة أركان حرب وهو برتبة رائد وكان أصغر الخريجين سناً كما حصل علي شهادة أكاديمية ناصر العليا بتفوق ساحق، 
وكان معروفا عنه أنه يجيد فن القتال بالدبابات في الصحراء وكان دائما يتقدم قواته ليبث في نفوسهم الشجاعة والإقدام ويرفع من روحهم المعنوية،
 
وقد شارك العميد سدراك في حرب السويس إبان العدوان الثلاثي علي مصر عام 1956م وشارك أيضا في حرب الخامس من شهر يونيو عام 1967م ،وكان بطلا فذا في أحد معاركها وهي معركة موقع أبو عجيلة والتي كانت من أهم المعارك في تلك الحرب والتي خسرها للأسف الجيش المصرى علي الرغم من القتال الضارى والبطولات الفذة التي أبداها ضباطه وجنوده في هذه المعركة وعلي رأسهم العميد سدراك ،لذا قام الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بترقيته إستثنائيا تكريما له .
 
 وبعد عام 1967م شارك بطلنا العميد سدراك في حرب الإستنزاف وكان يعبر برجاله إلى سيناء من بورسعيد والدفرسوار وجنوب البلاح والفردان ليقاتل العدو في معارك الكمائن ضاربا أروع الأمثلة في الشجاعة والبطولة والجسارة ،ولما جاء يوم 6 أكتوبر عام 1973م عبر البطل شفيق متري سدراك إلى شرق القناة مع أول موجة للعبور قائدا للواء الثالث المشاة الميكانيكي التابع للفرقة 16 مشاة من الجيش الثاني الميداني والتي كان يقودها العميد آنذاك عبد رب النبي حافظ 
 
وكانت كلمات العميد سدراك إلى أفراد وضباط لوائه :"إن أبناء مصر من عهد مينا إلى الآن ينظرون إليكم بقلوب مؤمنة وأمل باسم وقد آن الأوان أن ترفرف أعلام مصر على أرض سيناء الحبيبة، وأنا أعدكم أن كل علم سوف يرفع فوق إحدى مواقع القوات الإسرائيلية في سيناء سيكون موضع إعزاز وتقدير من أبناء مصر وقادتها وكل من ساهم في رفع هذه الأعلام.
 
وفور إنتهاء كلمة العميد سدراك التي ألقاها أمام أفراد لوائه مر على الضباط والجنود يسلم على بعضهم ويربت على كتف البعض الآخر ويوصيهم بالثبات في المعركة والقتال بشراسة حتى إتقدت قلوبهم حماسا وخرج كل منهم إلى موقعه منتظرين إشارة بدء العبور من قائدهم الهمام الذي إندفع متقدما قواته عقب إعلان ساعة الصفر ليعبر القناة وليتقدم نحو الممرات ليتمركز فوق الأرض الأسيرة بعد تحريرها ويحافظ عليها فحقق أمجد المعارك الهجومية التي زلزلت دفاعات العدو وكبدته خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات حيث بدا الجنود في التوغل داخل سيناء محققين إنتصارا بعد إنتصار .
 
وفي يوم 8 أكتوبر عام 1973م بدأ العدو الإسرائيلي في شن هجماته المضادة علي فرق المشاة التي عبرت القناة قبل يومين وأنشأت رؤوس كبارى شرقي القناة كان منها الهجوم المضاد الذى قام به لواء مدرع إسرائيلي علي الفرقة 16 مشاة التي تمكنت من صده وأرغمته علي التخلص من المعركة والإنسحاب إلي عمق سيناء وفي اليوم التالي التاسع من شهر أكتوبر عام 1973م وبداية من الساعة السادسة والنصف صباحا شن العدو الإسرائيلي هجوما مضادا آخر علي الفرقة 16 مشاة وركز علي اللواء الثالث المشاة الميكانيكي وهو لواء منتصف الفرقة والذى كان يقوده العميد شفيق مترى سدراك ووجه نحوه كتيبتين مدرعتين وذلك بهدف إختراق رأس كوبرى الفرقة وإحداث خلل في النظام الدفاعي في القطاع الشمالي للجبهة وعلي الرغم من صد هذا الهجوم وتكبيد العدو خسائر جسيمة وتدمير عدد كبير من دباباته القائمة بالهجو