قمة شرم الشيخ.. في مشهد لفت أنظار العالم، خرج استقبال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال فعاليات قمة شرم الشيخ للسلام المنعقدة في شرم الشيخ عن المألوف.

 
فبدلًا من المصافحة الرسمية المعتادة، بادر ماكرون إلى احتضان السيسي بحرارة، في إشارة ودية لافتة تجاوزت حدود البروتوكول الرئاسي المعتاد في مثل هذه اللقاءات.

ما هو البروتوكول الرسمي للمصافحة بين الرؤساء؟

قمة السلام في شرم الشيخ
في الزيارات والقمم الرسمية، تنص الأعراف الدبلوماسية على استقبال الرؤساء بعضهم البعض عبر
 
مصافحة رسمية أمام عدسات الكاميرات.
 
التقاط صورة مشتركة على السجادة الحمراء.
 
كلمات ترحيبية قصيرة.
 
الحفاظ على «المسافة الدبلوماسية» بما يعكس الاحترام المتبادل دون مبالغة في الود.
 
لذلك فإن العناق أو اللمسات الشخصية نادرًا ما تحدث إلا في حالات العلاقات الشخصية القوية بين الزعيمين.
 
عناق الرئيس الفرنسي بالرئيس عبدالفتاح السيسي يحمل رسالة سياسية ناعمة
 
قمة شرم الشيخ
أشار الدكتور وليد هندي أخصائي الطب النفسي وخبير لغة الجسد إلى أن ما فعله الرئيس الفرنسي يعكس «ارتياحًا شخصيًا» و«علاقة ثقة» تربطه بالرئيس السيسي، ويبعث برسائل ضمنية إلى الداخل والخارج، مؤكدًا أن عناق الرئيس ماكرون تشير إلى الامتنان أن هناك قائدا وزعيما قويا لدول الشرق الأوسط مثل الرئيس المصري.
 
ونوه هندي في حديثه لـ«المصري اليوم»، أن هذا الاستقبال ما هو إلا تأكيد لقوة العلاقات المصرية الفرنسية في وقت حساس سياسيًا، موضحاً أن تعابير الرئيس ماكرون ما هى إلا اعتراف وتقدير لـ«العيش والملح» واللحظات الذي عاشها ماكرون في شوارع مصر القديمة وسط الشعب المصري .
 
كما علق وليد هندي خبير لغة الجسد، أن الشعور الإنساني هو الذي سيطر على الرئيس ماكرون عندما لمح الرئيس السيسي، وكأنه يقول له إنه اشتاق لهذه الأرض والوشوش المصرية، وكان هذا يظهر في ابتسامته ونظرته عندما عانق الرئيس عبدالفتاح السيسي.
 
وأكد الطبيب النفسي أن عادة ما يشير الرئيس الفرنسي إلى إظهار الاحترام والدعم لشخص الرئيس المصري ودوره في المنطقة، حيث فسر رده فعله اثناء اللقاء أن الرئيس الفرنسي يتعامل مع الرئيس المصري كأخ اكبر، مشيراً إلى أن هذا اللقاء يشير إلى الإيحاء بأن العلاقة بين البلدين تتجاوز حدود الرسمية إلى «شراكة حقيقية».
 
وأفاد أن لغة الجسد في اللقاءات الرسمية تلعب دورًا مهمًا في توصيل الرسائل، موضحا أن
 
العناق بدل المصافحة يدل على القرب والارتياح والثقة.
 
الابتسامات المتبادلة تعكس دفء العلاقة بين الجانبين.
 
الوقوف بالقرب من بعضهما أثناء التصوير إشارة إلى توافق سياسي وشخصي.
 
وأفاد هندي في حديثه أن هذا المشهد الإنساني في قلب قمة سياسية، منح الحدث بعدًا مختلفًا، فبينما تتجه الأنظار إلى الملفات الساخنة على طاولة القمة، جاءت هذه اللفتة لتقدم صورة أخرى تبرز أن هناك قادة يتحدثون بلغة السلام قبل السياسة.
 
وأكد أن هذه الإشارة الدبلوماسية من الرئيس الفرنسي ستقرأ جيدًا في العواصم الأوروبية، باعتبارها دعمًا لدور مصر في استقرار المنطقة، وتعزيزًا للتحالفات القائمة بين القاهرة وباريس.