بقلم الأب يسطس الأورشليمى
تبلغ مساحة فلسطين الكلية 26323 كيلو متراً مربعاً ، وتبلغ مساحة المناطق الفلسطينية – الضفة الغربية وقطاع غزة – أكثر قليلاً من 6000 كم2 ، 5690 كم2 في الضفة الغربية و 365 كم2 في قطاع غزة . يبلغ طول الضفة الغربية حوالى 150 كم ، وعرضها يتراوح بين 31 – 58 كم ، وهي في معظمها منطقة جبلية . أما غزة  فهي منطقة ساحلية شبه مستطيلة يبلغ طولها 45 كم ، ويتراوح عرضها بين 6 كم في الشمال و 13 كم في أقصى الجنوب . بالرغم من محدودية مساحة أراضي الضفة الغربية وقطاع غزة ، فإن هاتين المنطقتين تتمتعان بدرجة عالية من التنوع البيئي والمناخي ، وتعيش فيهما انواع مختلفة من النباتات والحويانات والطيور المحلية والمهاجرة . بعض النباتات والأشجار مثل الزيتون والعنب والبلوط أصلية ، والبعض الآخر مثل قصب السكر والقطن والبرتقال جلبته شعوب مختلفة حكمت فلسطين علي مر العصور . هذا ويمكن تقسيم الضفة الغربية وغزة إلى عدد من الوحدات الجغرافية الصغيرة التي تختلف كل منها عن الأخرى على جميع الأصعدة ، فالتفاوت في الارتفاع بينها كبير جداً وكذلك المناخ والغطاء النباتي .... الخ . 

الجليل 
الجليل إسم معناه " الدائرة " أو " المنطقة " . ودُعى أيضا " جليل الأمم " ، ويبدو أن الأسم قد أستخدم فى الأصل للدلالة على إقليم نفتالى ( يشوع 20 : 7، 21 : 32 ) 
الحدود القديمة : ليس هناك ما يرشدنا إلي معرفة الحدود الشمالية للجليل في الازمنة الغابرة، اما من الشرق فكان يحدها الاردن الاعلى وبحر الجليل، ومن الجنوب سهل البطوف. وتضم الجليل كل ما هو داخل تلك الحدود، ومن المحتمل انها شملت ارض زبلون التي يبدو انها تنسب اليها في نبوة إشعياء ( 9 : 1 ). 

وتتاخم الجليل من الجنوب السامرة ومدينة سكيثوبوليس ( بيسان ) حتى نهر الاردن. ويحدها من الشرق هفين وجدره وجولونيتس ( جولان ) وحدود مملكة اغريباس، بينما تقع على حدودها الشمالية صور وبلادها، وكانت الحدود الشمالية للسامرة هي جنينا ( جنين الحالية ) على حدود اسدرالون ( يزرعيل ). 
وتضم الجليل السهل الفسيح الذي يمتد شمالا إلي سهل الرامة ( يش 19 : 36 ). ويذكر يوسيفوس " برسابة " ( ابو شبية حاليا ) وكفر حنانيا ( كفر عنان ) على انهما كانتا على الحدود الشمالية منها. وكانت اولاهما تبعد عن ثانيتهما نحو ميل إلي الشمال منها. ويصل السهل إلي سفح سلسلة الجبال الممتدة من الشرق إلي الغرب مكونة بذلك حدودا طبيعية فاصلة. 

اما الجليل العليا فكانت تضم ــ على الارجح ــ الارض الممتدة إلي نهر الليطاني والذي يشكل حدودا طبيعية في الشمال. ويذكر يوسيفوس ان "قادش " كانت تابعة للسوريين، وكانت تقع بين ارض الصوريين والجليل، فكانت تقع على الحد الشمالي في ذلك الوقت. اما بقية الحدود فغير  معروفة. 

بين الجليل والسامرة
—    وهي السهول والوديان التي تفصل الجليل عن السامرة، وهو واد ضيق يبلغ الارتفاع فيه 3.. قدماً (9. متراً)، ولم يذكر السهل صراحة في العهد القديم لكن ذكر وادي يزرعيل وسهل مجدو وهما يقعان فيه. وتتقدم سلسلة المرتفعات الوسطى نحو الجنوب فيعترضها وادي يزرعيل وكلمة وادي ليست حقيقية إذ أن المنطقة في حقيقتها سهل مثلث الشكل يبلغ من الشاطئ حتى وادي الأردن 5. ميلاً (8. كم) عرضاً و2. ميلاً (32 كم) من الشمال إلى الجنوب، وهي منطقة تجمع المياه المنحدرة من التلال المجاورة لتصب في البحر عن طريق نهر قيشون، وفي هذه المنطقة تقع مدينة بيت شان.  في الحد الغربي تقع الطريق الساحلية وهو الطريق الهام بين مصر ودمشق والطريق إلى ما بين النهرين لذلك كان طريقاً للتجارة كما كان طريقاً للغزو ونشبت فيه أعظم المعارك وفيه فقد سيسرا عرباته في مستنقعات الوادي وهرب على قدميه (قض 4 - 6)، وإلى الجنوب الشرقي من يزرعيل حيث جبل جلبوع احتدمت المعركة التي سقط فيها شاول وبنوه الثلاثة (1 صم 31 : 1 - 6)، وتقع مجدو عند الحافة الغربية لتل مجدو وما يسمى هرمجدون والذي صار علامة للمعركة العظمى (رؤ 16) 

السامرة
—    تقع المنطقة جنوب سهل إيزرعيلى وفيها جبل عيبال 3077 قدماً (932 متراً) وجبال جرزيم 2849 قدماً (863 متراً) الجبلان اللذان يحرسان الممر عند شكيم وفي ملتقى الوديان حيث واد ضيق بينهما تقع مدينة شكيم (نابلس حالياً) (تك 12 : 6، 33 : 19) 

غور الأردن :
 هو سهل خصيب تبلغ مساحته حوالى 400 كم2 ، ويتراوح مستواه بين 200 وأكثر من 400 م تحت سطح البحر ، يبدأ هذا السهل من سفوح برية القدس ويمتد إلى نهر الأردن والبحر الميت ، واهم مدنه أريحا . تعتبر منطقة الأغوار سلة خضار فلسطين ، فأرضيها الزراعية خصبة للغاية عندما تتوفر لها المياه.

سلسلة الجبال الوسطى :
 تمتد من أقصى الشمال إلي أقصى جنوبي الضفة وتشمل جبال نابلس والقدس وبيت لحم والخليل . تستقبل هذه الجبال كمية لا  باس بها من لمطار تتراوح بين 500 – 900 مليمتر في السنة ، تقسط جميعها خلال أشهر الشتاء ، من كانون الول إلى آذار ، وتزداد نسبتها بأزدياد معدل ارتفاع الجبال . سلسلة الجبال هذه هي الكبر في فلسطين ، وتبلغ مساحتها الكلية حوالى 3500 كم2 ، ويصل ارتفاع بعضها إلى أكثر من 1000 م فوق سطح البحر . جبل العاصور قرب كفر مالك في منطقة رام الله الذي يبلغ ارتفاعه 1015 م فوق سطح البحر هو الأعلي في المناطق الفلسطينية . 

ساحل البحر المتوسط
—    ويمتد جنوبي صور بطول الإقليم من الشمال إلى الجنوب مكوناً شريطاً ضيقاً يحده ساحل البحر المتوسط من جانب والتلال من الجانب الآخر. ويمتد السهل من الشرق حتى يندمج في وادي يزرعيل المتسع، 
—    ومن الغرب يكون خليجاً بين عكا (بتولمايس (أعمال 21 : 7) وحيفا، وهنا يعترض جبل الكرمل امتداد السهل، وشمال جبل الكرمل كان السهل يسمى سهل أشير وجنوب جبل الكرمل كان السهل يسمى فلسطين وسهل شارون في شمال الكرمل يضيق السهل إلا أن المرافئ الطبيعية تكثر به ومن هذا الإقليم خرج الفينيقيون للتجارة، وفي جنوبي الكرمل لم يكن هناك مرافئ طبيعية سوى مرفأ يافا الذي سافر منه يونان وهو هارب (يونان 1 : 3). 

—    ولم يقم ميناء بحري عظيم إلا في عصر هيرودس الكبير حيث أقام ميناء قيصرية (أعمال 21 : 7)، والفلسطينيون استوطنوا القسم الجنوبي من يافا ولم يقم به موانئ فلم يكونوا بحارة، وكانت أهمية هذا الجزء بسبب موقعه علي الطريق بين مصر وسورية وكان يسمى طريق البحر (أشعياء 8 : 23). 
—    وفي أزمنة العهد القديم لم تكن أرض الشواطئ جذابة فلم تكن سوي بعض من التلال الرملية التي تحيط بها الغابات والمستنقعات أحياناً وكانت تكثر فيها غابات الصنوبر ولكنها اختفت الآن، وآخر ما قطع منها كان بواسطة الأتراك سنة 1914م 
—    
سهل غزة الساحلي 
سهل غزة هو الجزء الجنوبي من السهل الساحلي الفلسطيني ، أغني مناطق فلسطين واكثرها إنتاجية وكثافة سكانية على مر العصور . يتسع السهل الساحلي الفلسطيني بشكل ملحوظ كلما اتجهنا جنوباً ، ولذلك فان منطقة غزة كانت ماهولة دائماً ، وهي اليوم مكتظة سكانياً بدرجة كبيرة . يتراوح ارتفاع سهل غزة بين 40 و 70 متراً عن سطح البحر ، ويتصفل الساحل هنا بكثبانه الرملية المتحركة التي اجبرت الطريق التجاري القديم على التوغل الى الداخل . ولذلك فان المدن الرئيسية في المنطقة بما فيها غزة لم تقم مباشرة على الشاطئ ، ولكن نشات على طول الطريق التجاري القديم على بعض بضعة كيلومترات نحو الشرق .