بقلم الأب يسطس الأورشليمى
زاوية الشيخ أحمد البدوي:
تقع الزاوية في حي الدرج قرب شارع الوحدة، وتنسب إلى الشيخ أحمد البدوي، أحد أِشهر علماء الصوفية الذين عاشوا في غزة. ولد الشيخ البدوي وعاش في طنطا بمصر حتى بلغ الحادية والأربعين من عمره، ثم انتقل إلى غزة حيث توفي ودفن بها سنة 1276م، وسمي بالبدوي لأنه كان يغطي رأسه ووجه دائماً.
شكل أتباعه في مصر وخارجها طائفة صوفية تعرف بالأحمدية، وما زاملوا ينشطون في غزة ومناطق أخري من البلاد اليوم. يبدو أن الجزء الشمالي من الزاوية كان يستعمل قاعة لإلقاء المحاضرات ومكاناً للاعتزال، أما الجزء الجنوبي منها فكان مسجداً للعبادة. القبر العائد للأميرة قوتلو خاتون التي يعتقد أنها بانية الزاوية يقع بالقرب من الحائط الجنوبي للمسجد، وهو مبني من الرخام والحجر الكلسي. ويذكر النقش على القبر اسم الفقيدة وتاريخ وفاتها الموافق لشهر كانون الأول سننة 1332م، ويذكر أيضاً اسم والدها وهو باهادور الوكندار الذي كان أميراً على أربعين جندياً مملوكياً في دمشق.
مدرسة الأمير بردبك الدودار أو جامع المحكمة:
تقع المدرسة في حي الشجاعية، وتعرف اليوم باسم جامع المحكمة لأنها خلال الفترة العثمانية استخدمت كمحكمة دينية. وكما هو مدون على النقوش التاسيسيةعلى مدخل البناية فإن المدرسة، التي كانت تستعمل أيضاً مسجداً، بنيت في شهر تشرين الثاني من عام 1455م على يد الأمير بردبك الدوادار. يقع مدخل المردسة عند الحائط الشمالي للمبني. والمئذنة التى يبلغ ارتفاعها حوالي 19.10م تقع عند زاوية المبنى الشمالية الغربية،وهي مزينة بزخارف مملوكية نباتية وهندسية محفورة في الصخر. تبلغ مساحة مدرسة بردبك 546م2، ويشبه مخططها مخططات الكثير من المدارس الأيوبية والمملوكية: باحة مكشوفة في وسط المبي محاطة بغرف للمعلمين والطلاب والمستلزمات الأخري مثل أماكن الاغتسال والوضوء. حول البناء خلال فترة الانتداب البريطاني إلى مدرسة حكومية للبنين، وسميت " مدرسة الشجاعية الأميرية ".
جامع ابن عثمان:
يقع الجامع في حي الشجاعية، وهو ثاني أكبر مسجد في غزة بعد المسجد العمري، وقد سمي بهذا الاسم نسبة الى شهاب الدين ابن عثمان، أحد علماء الدين في غزة والذي يعود بأصله إلى مدينة نابلس. يعود تاريخ الجزء الأقدم من المسجد إلى شهر تموز من عام 1400 م، كما جاء في النقوش الموجودة فوق المدخل الجنوبي للجامع.
في المسجد قبر الأمير يلخجا، حاكم غزة المعين من قبل الظاهر برقوق، أول سلاطيني المماليك البرجية، والمتوفي سنة 1446 م. أنشئ المبنى الحالي حسب خطة بناء المسجد العمري الكبير، ويضم باحة واسعة في الوسط تحيط بها اربعة اروقة. في واجهة المسجد مدخلان عليهما أقواس مدببة،وبينهما تقع المئذنة على قاعدة مربعة، وهذا أسلوب معماري مملوكي استخدم في بناء العديد من المآذن في فلسطين وسوريا ومصر. تعد واجهة القبلة مثالاً جيداً على الزخرفات المملوكية المحفورة بالصخر من هذه الفترة، فهي مزينة بزخارف هندسية ونباتية جميلة. والنقش الكتابي فوقها يسجل تاريخ بنائها الذى يعود إلى شهر آذار من عام 1431م، ويذكر أيضاً أنها بنيت على يد عالم الدين سنجار، رئيس الإدارة المحلية لمدينة غزة. منبر المسجد مصنونع من الرخام ومزين بزخارف عربية وعليه قبة صغيرة فوق مقعد الخطيب.
سبيل السلطان عبد الحميد الثاني:
يقع هذا السبيل العمومي في شارع الوحدة على بعد أمتار إلى الشرق من قصر الباشا. وحسب النقوش التأسيسية فإن تاريخ السبيل يعود إلى سنة 1900 م. بنى هذا السبيل من الحجر الكلسي، ويحتوي الشكل رئيسي على حنية يبلغ عمقها حونالي متر واحد، ويحتوي ايضا على قوسمن بارز مصنونع من الرخامن واحلجر الكلسي. يقع على جانبي الحنية مقعدان من الصخر وبينهما ثلاث فتحات بارزة للمياه في وسط الإطار المربع. في نفس الموقع كان هناك سبيل آخر تم بناؤه عام 1870 م على يد الأمير رفعت باشا حاكم غزة في ذلك الوقت اسم السبيل الحالي " سبيل الرفاعية " في اشارة الى الحاكم رفعت.
مقام الشيخ أبو العزم أو قبر شمشون الجبار: يقع المقام بالقرب من إدارة الأوقاف الاسلامية بغزة، ليس بعيدا عن موقع السبيل. بني تكريما للشيخ محمد ابى العزم الذي يعتقد بأنه جاء إلى غزة من المغرب خلال القرن التاسع الميلادي، ومن المثير للاهتمام أن البعض يعتقد بأن أبا العزم هو شمشون الشخصية المذكورة في الكتاب المقدس.
كنيسة القديس بورفيريوس:
تقع هذه الكنيسة اليونانية الأرذوكسية في شارع رأس التلة في حى الزيتون. وقد بنيت إبان عهد الإمبراطور اركاديوس ( 395 – 420 م ) من قبل مطران غزة في ذلك الحين، القديس بورفيريوس. المداميك السفلية للكنيسة فقط أصلية، أما المداميك العلوية والسقف فقد تم بناؤها في فترات لاحقة. والكنيسة صغؤرة لكنها جميلة وهادئة، وهي محاطة من الجهات الشرقية الشمالية والغربية بمقرة بيزنطية ما زالت مستعملة من قبل الأقلية المسيحية الصغيرة الموجودة في غزة اليوةم. بنيت الكنيسة من الحجر الرملي، ولكن جدرانها تحتوي على حجارة رخامية موضوعة في الجدار بشكل أفقي، ويبدو أنها كانت من قبل أعمدة أخذت من أبنية سابقة وأيعد استخدامها هنا.
تنخفض ارضية الكنيسة حوالي 2 م عن مستوى الشارع الواقع شماليها. يشبه مخطط الكنيسة الأصلي كثيراً مخطط الكنائس البيزنطية البازيليكية الأخري في فلسطين، لكن العناصر المعمارية للمنبي الحالي، مثل العقود المصلبة والقباب والمدخل الغربي تشبه ما هو موجود في الكنائس الصليبية. لذلك فإنه من المرجح أن يكون المبني الحالي قد بني في القرن الثاني عشر على اساسات الكنيسة البيزنطية الأصلية.
بناءً على ما جاء في النقوش اليونانية والعربية فوق المدخل الغربي، فإن جدران وعقود الكنيسة قد رممت عام 1856م. والكنيسة اليوم عبارة عن قاعة مستطيلة مقسمة الى جزئين مربعين تقرياً مغطيان بعقود مصلبة محمولة على أعمدة رخامية عليها أقواس مدببه أو مستعرضة., يمكن الوصول إلى داخل الكنيسة عن طريق عدد من الأدراج عند المدخلين، وهي متوجة بأقواس مدببة. يبدو أن المدخل الشمالي للكنيسة قد تم تعديله خلال عملية إكمال البناء سنة 1856م.
أما اليوم فإن المدخل الجنوبي مستعمل أكثر، ويبدو أنه فتح مكان نافذة سابقة يقع قبر القديس بورفيريوس الذى مات سنة 420م عند الحائط الشمالي للكنيسة.
البلاخية أو أنثيدون:
يقع ميناء غزة البحري القديم " انثيدون "، ويعني مكان الزهور باللغة اليونانية، في الزاوية الشمالية الغربية لمخيم الشاطئ القريب من مدينة غزة. عرف هذا الميناء أيضا باسم أغربيا نسبة لماركوس أغربيا قائد أغسطس الأول. وذكر الميناء في أعمال بعض المؤرخين المسلمين باسم " بتيدا "،وهي كلمة مأخوذة على الأرجح من الاسم أنثيدون.:
ماريوماس:
كان شاطئ غزة الواقع جنوبي ميناء أنثيدون مأهولاً بالسكان دائماً، وأصبح خلال الفترة الرومانية ميناء مزدهراً يسمي مايوماس. في سنة 335 م كافأ قسطنطين العظيم سكان المنطقة بأن رفع منزلة بلدهم إلى مرتبة مدينة مستقلة وعين لها مطراناً خاصاً، وسماها قسطنطينة، وذلك لتبنيهم المسيحية ديناً رسمياً للمدينة.
الأرضية الفسيفسائية البيزنطية على شاطئ غزة:
على بعد حوالي 300 م جنوبي الميناء الحالي لغزة اكتشفت دائرة الأثار المصرية سنة 1965 م أرضية فسيفسائية بيزنطية يعود تاريخها إلى سنة 569 م حسب تقويم غزة ( 9 / 509 م ) وذلك حسب ما جاء في نقوشها اليونانية. وتدل أبعاد هذه الأرضية الفسيفسائية على أنها كانت جزءاً من بناية ضخمة مساحتها 30 × 26 م، وعلي الأرجح أنها كنيسة.
الأرضية الفسيفسائية مصنوعة من مكعبات صخرية ملونة مصنونعة من الرخام والزجاج، وبها زخرفات من الأزهار والحيوانات.
وفيها نقوش يونانية تذكر أسماء المتبرعين للكنيسة، وتاريخ هذه الأرضية الفسيفسائية. وفيها أيضا رسم يصور أورفيوس يعزف على القيثارة، وهو الرسم الذى يمكن رؤيته في العديد من الكنائس البيزنطية. ويبدو أن الكنيسة كانت تابعة لميناء غزة المعروف بقسطنطينية. وإلى الغرب من الأرضية، وعلى مستوى أدنى بحوالي 2.5م كشف المنقبون عن بناء آخر يبدو أنه كان يستعمل محلاً للصباغة.
وقد قامت سلطات الاحتلال الإسرائيلي بنقل كل الأرضية الفسيفسائية للمتحف الإسرائيلي في القدس وكل ما يمكن رؤيته اليوم في الموقع هو بقايا الإطار الهندسي المشكل للأرضية الفسيفسائية.