سامي سمعان
عبر قداسة البابا تواضروس الثاني ، عن سعادته بتدشين كنيسة الدير على اسم مار مرقس وقال " إنه من نعم الله الكبيرة علينا أن يعطينا كنيسة لكي نرفع فيها الصلوات وتكون هي محل اللقاء مع الله كل يوم، فوجود كنيسة هو وجود للسماء على الأرض".
وأضاف قداسته أن الكنيسة هي قطعة من السماء، لذلك نرى الكنيسة تحل فيها أرواح القديسين ونسميها باسماء القديسين الذين سبقونا في القداسة وفي المعرفة.
ثم تساءل قداسته "ما هي الكنيسة بالنسبه لنا ؟ "
و أشار أن الإجابة هي في الترتيلة التي تقول أن الكنيسة هي بيت وأم وهي سر الفرح لحياة الإنسان، ونفهم هذه الكلمات من خلال أسرار الكنيسة.
أولاُ: الكنيسة هي بيت: لذلك نجد فيها الأبوة والشفاء من خلال:
+ سر الكهنوت: يمثل الأبوة الروحية التي تسند وتساعد وتسامح وتشجع .. فالأب الروحي في الكنيسة هو الذي يقود الكنيسة ويكون مسؤول عن الرعية والشعب الذي يخدمه.
+ سر مسحه المرضى: نجد فيه الراحة و الشفاء، والذي يكون ليس لمرضى الجسد فقط بل لمرضى الروح والنفس أيضًا.. كما قال السيد المسيح " تَعَالَوْا إِلَيَّ يَا جَمِيعَ الْمُتْعَبِينَ وَالثَّقِيلِي الأَحْمَالِ، وَأَنَا أُرِيحُكُمْ." (مت ١١: ٢٨)
ثانيًا: الكنيسة أم: من خلال ثلاثة أسرار:
+ سر الزيجة: الذي تبدأ به حياة كل أب وأم، وهو الذي يعطي الأسرة الحياة المقدسة.
+ سر المعمودية: والذي من خلاله نولد جميعًا في المسيح، فالمعمودية تسمى رحم الكنيسة.
+ سر الميرون: الذي به نثبت في الكنيسة.
ثالثًا: الكنيسة هي سر الفرح من خلال:
الأقباط في كل العالم يحبون الكنيسة لأنها فرحهم كما قال السيد المسيح:
"عَلَى هذِهِ الصَّخْرَةِ أَبْني كَنِيسَتِي" (مت ١٦: ١٨ ) والفرح يأتي من خلال الأسرار التالية:
+ سر التوبة والاعتراف: الذي به نتخلص من هم وتعب الخطية فقد قال القديس يوحنا ذهبي الفم "الكارثة الوحيدة في العالم هي الخطية"، يتوب الإنسان في كل يوم ويعترف بخطيته أمام الأب الكاهن الذي يعطيه الحل فترفع خطيته لتُمحى في الصليب و لاص المسيح، اذن فسر التوبة والاعتراف هو سر شفاء الإنسان من مرض الخطية وبالتالي هو سر الفرح، كما نقرأ في سفر ميخا النبي "لاَ تَشْمَتِي بِي يَا عَدُوَّتِي، إِذَا سَقَطْتُ أَقُومُ. " (مي ٧: ٨) أقوم من خلال التوبة والاعتراف.
+ سر التناول (الافخارستيا): لا يوجد فرح أعظم من أن يعيش المسيح داخل الإنسان "مَنْ يَأْكُلْ جَسَدِي وَيَشْرَبْ دَمِي يَثْبُتْ فِيَّ وَأَنَا فِيهِ" (يو ٦: ٥٦)
واختتم قداسة البابا عظته بأن قام بأداء ترتيلة مع الشعب وهي "كنيستى كنستي هي بيتي .. هي امي.. هي سر فرح حياتي".