بقلم: شريف منصور
من ينظر الي ساحة الحرب السياسية الدائرة في مصر لا يستطيع أن يمنع نفسه من الضحك تارة أو البكاء او الدهشة او الاكتئاب او التشاؤم أو فقد الأمل .
و كل هذه الانفعالات قد تحدث لأي إنسان في نفس اللحظة و الدقيقة.
اللغة التي يخترعها المصريين للتدليل علي مجريات الأمور أصبحت من الكثرة و التغيير بسرعة لا تستطيع حتى أن تفهم معناها من غير ان تبحث عن معاني الكلمات في معجم العامية المصرية التي حل محلها محرك البحث جوجل .
ولكن كل هذه التعبيرات و كل التيارات تدور في فلك شيء واحد فقط. كيف ينال الإسلام السياسي من مصر و يزهق روحها الوطنية بأي طريقة مهما كانت. و في كل الأحيان طرق الإسلام السياسي طرق ملتوية عفنة رائحتها تزكم العالم. ولان البراز لا يشتم رائحته يتخيل الإسلام السياسي أن لا رائحة له.
شباب البلاك بلوك خرجوا علينا بطريقة مبتكرة لكي يلفتوا نظر العالم لما يدور في مصر. فلبسوا أقنعة سوداء و ملابس سوداء ، لم يمسكوا بسيوف او جنازير ولم يمنعوا القضاة من دخول المحاكم ولم يتسببوا في ضياع ساعة واحدة من ساعات العمل في مدينة الإنتاج الإعلامي ولم يفترشوا الأرض حول مدينة الأعلام ولم يأتوا بحلل الطبيخ او المراحيض المتنقلة ولم يزوروا الانتخابات الرئاسية و لم يزوروا الاستفتاء ولم يفصلوا الدستور علي مزاج الخوان المسلمين و اتباعهم السلفيين . كل ما يفعلوه هو الوقوف في الميادين مظهرين انهم هناك لحماية الثوار و الثورة . و هذا كل ما يفعلونه.
ومع كل ما ذكرته مقدما من افعال بلطجة علنية قام بها الخوان المسممين و أحلافهم من قطيع السلفيين الا أن الدولة لم تقدم خطوة عن طريق الامن للحفاظ علي المنشات العامة او علي مصالح الشعب. بل بكل بجاحة يصدر المدعي العام المزروع عنوة بضبط واحضار كل من يلبس اسود و يضع قناعا حتي ولو لم يلبس قناعا ولم يفعل شيء لمجرد انه يلبس اسود يقبض عليه.
و كل هذا لم يكن غريبا ان نري مثل هذه العنصرية ضد شباب مصر و ثوراها . ولكن الاغرب هو الهجمة الشرسة بلا أي ضمير ضد الأقباط متهمين الأقباط بتهمة أنهم من يمول او هم البلاك بلوك . ولم يصل الأمر الي حد الاتهام الكلامي بل يقوم نبية الوحش باتهام البابا تاوضروس الثاني رسميا لدي السلطات سيئة السمعة بتمويل البلاك بلوك .
مع أن أي عاقل يعرف ان الكنيسة لا دخل لها اطلاقا بالسياسة لا من قريب او بعيد بعد ان اصدر قداسة البابا عدة تصريحات واضحة ومفهومة ولا مجال للشك فيها أن الكنيسة واجبها روحي فقط ولا علاقة لها بالسياسة. فبعد ان فشلوا في إلصاق التهمة بأبونا متياس نصر ، قالوا العيار اللي ما يصبش يدوش . محاولة اثارة النعرة الطائفية لا يكل عنها الإسلام السياسي محاولا تمهيد البيئة السياسية العفنة لتوالد بكتريا التعصب الديني حتي يضمنوا الحصول علي تأييد البسطاء من شعب مصر الذين استخدموهم في اقتناص نتائج الاستفتاءات والانتخابات السابقة .
ولكن الشعب المصري بدا في فهم اللعبة التي لعبها الخوان المسممين علي مدار 6 عقود من الزمان لكي يقتنصوا حكم مصر كالكلاب السعرانة .
قالوا سنأتي لكم بالنهضة و سنأتي لكم بالأمان و قالوا سننظف البلد وقالوا سيغرق شعب مصر في نهضة أموال قطر . فغرق شعب مصر في إرهاب الشرطة أكثر وأكثر و سقط الثوار شهداء في كل مدن مصر و سقطت الاكفان بما فيها من جثامين ولم تتورع الشرطة عن سحل و تعريه المواطنين أمام العالم . وصرخت أم الشهيد أمام الدنيا تطلب انتقام وعدالة السماء من قاتلي ابنها و ضربت نفسها بالحذاء لانها انتخبت محمد مرسي الكاذب الخرف الذي لا يملك امر نفسه. هذا الرئيس التابع الذليل الذي لا يملك ذرة من النخوة او الرجولة كانه لا يري كل الخراب الذي تسبب فيه الي ألان.
البلاك بلوك بدأت مثلما بدأت ثورة الشباب يوم 25 يناير و التي سرقها الإسلام السياسي . البلاك بلوك شخصية الثوار الشباب التي لا يجروا أن يسرقها منهم الكلاب مرة أخري.
اليوم فقط اعتقد أن البلاك بلوك هي الخطوة الأولي لمدينة الدولة و التصدي للإسلام السياسي الذي لا يهمه ألا بيع مصر وشعبها لكلاب الخليج. أنني من اشد المعجبين بشباب البلاك بلوك و أنني أتمني أني أكون واحد منهم واقف معهم في كل شارع وفي كل ميدان من ميادين مصر. نطالب بتحرير مصر من الخوان المسممين و من ادعياء الدين الهاربين من السجون أعداء مصر.