حمدى رزق
«ليس هكذا تورد الإبل».. يُضرب المثل لمن يقوم بعملٍ أو يؤدى مهمةٍ بلا حذاقة أو إتقان، ويُشير إلى التقصير وعدم الفطنة فى إدارة الأمور.
لم يكن الدكتور «مصطفى مدبولى»، رئيس مجلس الوزراء، موفقًا فى ترحيل إجازة (٦ أكتوبر) من يوم الاثنين إلى يوم الخميس (٩ أكتوبر)، صحيح سيادته قررها إجازة رسمية مدفوعة الأجر، للعاملين فى الوزارات والمصالح الحكومية والهيئات العامة، ووحدات الإدارة المحلية، وشركات القطاع العام، وشركات قطاع الأعمال العام، والقطاع الخاص.. ولكن هذا لا ينفى سوء التقدير فى هذا القرار.
هذا قرار غير موفق بالمرة، ٦ أكتوبر من الأعياد التى تمس شغاف الروح المصرية، تشعرك بالزهو والفخر الوطنى، من أعياد الشعب المصرى المجيدة، أجمل أعيادنا الوطنية.
بالسوابق يعرفون، وكما حافظت الحكومة على إجازة عيد «شم النسيم» فى موعده، نرجو إعادة النظر فى ترحيل أيام إجازات الأعياد الوطنية إلى نهاية الأسبوع.
الحمد لله عفانا الله من «جائحة كورونا» التى استوجبت ترحيل إجازات الأعياد، فلتعد الأعياد إلى أيامها الاعتيادية قربى لهذا الوطن.
مقصدى وأرجو تفهم وجهة النظر التى تقول إن لكل شعب أعياده الوطنية فى أيام معلومة، فرصة لتذكر الأيام المجيدة فى تاريخ هذا الشعب فى تواريخها دون تغيير أو ترحيل.
استمرارية ترحيل الإجازات يفقد الأعياد معناها، ٢٣ يوليو، ٦ أكتوبر، ٢٤ إبريل عيد تحرير سيناء، ٣٠ يونيو، لسنا فى حل من نسيان هذه الأيام الباهرة وطنيا طالما الترحيل جائز وجائر عليها.
ترحيل الأعياد وراء بعضها، وسنة ورا سنة، ينسينا الأعياد، تصبح أياما عادية، بلا مؤثرات وطنية، وفى ظهرانينا أجيال لم تعاصر هذه الأيام العظيمة.
بمرور الوقت تتحول إلى إجازات فاقدة الروح والمعنى فى ظل «معركة الوعى» التى نخوضها ضد مخطط الاستلاب الذى يستهدف تصحير الذاكرة الوطنية من كل ما هو فاخر ويستحق الفخار.
أعلم أن هذا الطرح لن يعجب متضبعى الإجازات، وهؤلاء يسحبونها باليوم على أجندة المكتب، وتبشرهم بها المواقع الإخبارية بداية كل عام، وبداية كل شهر.
تخيل خميس وجمعة وسبت، تخلو الدواوين الحكومية من موظفى قضاء الحاجات، ونخرج البلد من المدار الكونى ٧٢ ساعة كاملة، دون إحساس بالزمن، والوقت إن لم تقطعه قطعك إربا.
معلوم نظام ترحيل الإجازات المتبع منذ الجائحة، يُعتبر يوم الخميس التالى على المناسبة المقرر بشأنها الإجازة، إجازة رسمية، بدلاً من الإجازات التى تقع فى منتصف الأسبوع، مع استثناء إجازات أعياد الفطر والأضحى، وعيد الميلاد.
وجرى استثناء شم النسيم تاليا باعتباره اليوم التالى لعيد القيامة المجيد، فيه طقوس وصلوات، وترحيله يؤذى مشاعر إخوتنا، ومن زاوية التاريخ فإنه اليوم الذى يجمع المصريين على أساس الهوية التأسيسية (البنية الأساسية) للمصرية، ما استوجب العض عليه بالنواجذ، واستثناءه من نظام ترحيل الإجازات.
نصر أكتوبر، السادس من أكتوبر، مستوجب الحفاظ عليه فى يومه السادس من أكتوبر دون ترحيلات تجهض معناه فى النفوس، والقول بأن ترحيل الإجازات لا يلغى الاحتفالات، مردود عليه، «بعد العيد مايتفتلش الكحك».
حيرتنى يا رئيس الوزراء، هنشوف فيلم «الرصاصة لا تزال فى جيبى» يوم الاثنين ولا الخميس؟.. إن الإجازات تشابهت علينا!!.
نقلا عن المصرى اليوم