زهير دعيم
عجّل يا سيّد
عجّل يا ربّ السّلام ؛ وارسل سلامك الى الشرقِ المُثقَلِ بندوبِ الوجع . ...
المصلوبِ بينَ مطرقةِ الحربِ وسندانِ الطّمع .
والمُعلّق بين نار الحقد والكراهية
والجريح الذي يئنّ وما من طبيب سِواك.
عجّل يا ربّ
وانثرِ الربيعَ في الأرضِ البعيدة والقريبة
وازرعِ الفلّ والزّنابق في كلّ النفوس والقلوب ، فنحنُ ما زلنا نحصدُ الخوفَ بدلَ الزّهر
فتنمو في قلوبِ أطفالِنا أشواكُ القلق .
عجِّلْ يا سيّد
فكم من أمٍّ ترمّلتْ قبل أوانِ الفرح !!!
وكم من أبٍ ينام والدمع في عينيه !!!
وكم من بيتٍ غدا أطلالًا !!!
وما زال الأملُ يختبئُ تحتَ الركامِ ، يبحثُ عن نافذةِ ضوء وبصيص أمل .
نعم أرسلْ سلامَك يا رب ...
سلامًا لا يُوقَّع بالحبرِ ، بل يُزرعُ في الضمائر ،
ويعيش في النفوس ؛ كلّ النفوس من كلّ لون وشعب وأمّة.
واغمر شرقنا المُمزَّق بنبضِ المحبة ، واروِ ترابهُ بالتسامح والغفران
ليُزهِرَ مِن رمادهِ إنسانٌ جديد ، يحبُّ ولا يَكْرَه ، يبني ولا يهدم
يحضنُ الحياةَ ويعشق حروفها .
عجّل يا ربّ فنحن ننتظرك بشوق