بقلم جُورج حَبيب
في يومٍ كنتُ مُتَضايِق
ومشيتُ لوَحْدِي، قُلتُ أُسَلِّى حالي وأنسى هَمِّي.
قابَلَنِي صاحِبِي، قُلتُ له: «يُشارِكنِي غَمِّي»—
لَقيتُهُ سَرَعَ في المشيّ وَتَرَكَنِي.

ومشيتُ، قابَلَنِي صاحِبٌ ثانٍ؛
قَالَ: «ما لَكَ؟» وقبل أن أتكلمَ اشْتَكَى لي،
وقالَ لي: «عندي مَشاكِلُ، اترُكني في حالي».
لَقيتُ نَفْسِي لوَحْدِي، ودُمُوعِي تَجْرِي.

حَتّى الأَصْدِقَاءُ، ما أَحَدٌ منهم سَمِعَنِي؛
وأنا في الضِّيقَةِ لَقِيتُ يَدًا تُمَسِّكُنِي،
طَبَّب عَلَيَّ وقالَ لي: «لِمَ تَترُكنِي؟»
هَلْ أَنَا قَصَّرْتُ مَعَكَ؟ مَتَى؟ ذَكِّرْنِي.

قُلتُ: «أنتَ مَين؟»
قالَ لي: «أَنَا الأَمِينُ، وَأَنَا لَكَ أَكُونُ مُعِين».
لا تَخَفْ، سَأَجعَلُكَ سَعِيد—
مَشاكِلُكَ سَتَنْتَهِي وتَبْقي جديد

فَثِقْ، وَلا تَتْرُكْ يَدِي الغَالِيَةَ.
قُلتُ: «أَنا لا أَسْتَحِقُّ رِعايَتَكَ»،
فَدُمُوعِي جَرَتْ لأَنِّي أَخَطَأتُ في حَقِّكَ.
وَقُلتُ: «سَامِحْنِي يا رَبِّ—ذَنبي ثَقِيلٌ، فَكُنْ جَانِبِي».
ما تسبنِيش لوَحدي ذَليلْ