محرر الأقباط متحدون
استقبل البابا لاون الرابع عشر صباح اليوم الاثنين في الفاتيكان وفدا من الجالية الإندونيسية في روما ووجه لهم كلمة شدد فيها على ضرورة الحفاظ على الوحدة والتناغم وسط التناغم في المجتمع، وذكر بأن النسيج الاجتماعي في إندونيسيا مصنوع من البحث المشترك عن الخير العام مؤكدا أن درب الحوار والصداقة تعطي ثمرة السلام.

استهل الحبر الأعظم كلمته معربا عن سروره للقاء أبناء الجالية الكاثوليكية الإندونيسية في المدينة الخالدة في وقت تحتفل فيه بإنجازين هامين ألا وهما الذكرى السنوية الأولى لزيارة البابا فرنسيس الرسولية إلى إندونيسيا، ومرور خمسة وسبعين عاماً على إقامة علاقات دبلوماسية بين البلد الآسيوي والكرسي الرسولي. وذكّر البابا بأن الكرسي الرسولي قرر منذ البدء أن يسير إلى جانب هذه الأمة معترفاً باستقلالها، مضيفا أنه خلال العقود الماضية بُنيت العلاقات الثنائية على أسس الحوار والاحترام والالتزام المتقاسم تجاه السلام والتناغم.

وأكد لاون الرابع عشر في هذا السياق أن الزيارة التي قام بها البابا برغوليو إلى إندونيسيا العام الماضي ساهمت في تعزيز روابط الصداقة وحملت رسالة رجاء إلى هذا الأرخبيل الشاسع. كما قدّمت الزيارة للعالم تعبيراً ملموساً عن التعاون ما بين الأديان من خلال التوقيع على ما عُرف بـ"إعلان الاستقلال" من قبل الحبر الأعظم وإمام مسجد الاستقلال، بهدف تعزيز الوحدة لصالح البشرية كلها. وأضاف البابا بريفوست أننا نحتفي اليوم بروابط الصداقة هذه، بحضور أبناء الجالية الإندونيسية في الفاتيكان، إلى جانب السلطات المدنية التي تمثّل البلد الآسيوي في إيطاليا.

بعدها شدد البابا على أن هذا اللقاء بحد ذاته يشكل علامة للثمار الطيبة، ثمار الإيمان والوحدة. وقال إن ضيوفه وعلى الرغم من كونهم بعيدين عن أرض الوطن تمكنوا من الحفاظ على تقاليدهم الحية وعلى اهتمامهم ببعضهم البعض. وعبر عن امتنانه للعلاقات الوطيدة القائمة بينهم وبين جيرانهم المسيحيين وغير المسيحيين، مشيرا إلى أن هذه الأفعال تعكس شعار إندونيسيا ألا وهو "الوحدة في التنوع". وذكّر بما قاله البابا فرنسيس في جاكارتا، في حديثه إلى الممثلين عن السلطات المدنية والمجتمع المدني والسلك الدبلوماسي، بشأن النسيج الاجتماعي المصنوع من البحث المشترك عن الخير العام، لافتا إلى أن الحفاظ على التناغم وسط التنوع هو عمل حرفي حساس يُسند إلى جميع الأشخاص.

تابع لاون الرابع عشر كلمته معرباً عن ارتياحه للطريقة التي يمارس فيها ضيوفه التضامن، إذ يوفرون الاستقبال للمهاجرين الجدد الوافدين إلى إيطاليا، ويتقاسمون ثقافتهم مع الجماعات المحلية. وقال إن هذه هي أمثلة واقعية لثقافة التلاقي، التي هي ركيزة للسلام والشركة. وحثّ الحاضرين في هذا السياق على أن يكونوا أنبياء للشركة في عالم يبحث دائماً عن الانقسامات والاستفزازات، مضيفا أن درب الحوار والصداقة يمكن أن تشكل تحدياً لكنها في نهاية المطاف تعطي ثمرة السلام الثمينة.

في ختام كلمته إلى أبناء الجالية الإندونيسية في روما، أكد البابا أن ضيوفه يظهرون إمكانية أن يكون المرء مؤمناً كاثوليكياً ومواطناً فخوراً في الآن معا، وأن يكرس نفسه لبشارة الإنجيل ولبناء مجتمع متناغم في الوقت نفسه. وتمنى لاون الرابع عشر أن يستمر ضيوفه في بناء الجسور بين الشعوب والثقافات والأديان، وأوكلهم إلى شفاعة الطوباوية العذراء مريم، والدة الكنيسة. وأمل أن يبقوا – بشفاعتها – حجاج رجاء وصانعي سلام. ثم شكرهم على حضورهم وسأل الله أن يبارك إندونيسيا والحاضرين وعائلاتهم ببركات الوحدة والرجاء.