الآن لم يعد رجل الأمن وكاميرا المراقبة كافيين لحماية المنشآت الحيوية، خاصة في عالم تتسارع فيه التهديدات الأمنية وتزداد تعقيدًا، هنا يدخل الذكاء الاصطناعي على الخط، ليعيد تعريف مفهوم الأمان، ويحوّل الأنظمة التقليدية إلى منظومات ذكية قادرة على التنبؤ، التحليل، والتصرف قبل وقوع الخطر.

 
وتعد هذه أبرز تقنيات الذكاء الاصطناعي المستخدمة في تصميم وإنشاء أنظمة الأمان الحديثة، وكيف أصبحت المنشآت أكثر أمانًا بفعل "العقل الرقمي".
 
أولًا: المراقبة الذكية
لم تعد الكاميرات مجرد أدوات تسجيل، بل أصبحت "عيونًا ذكية" بفضل تقنيات التعرف على الوجوه والسلوكيات، يمكن للذكاء الاصطناعي تحليل الفيديوهات في الوقت الحقيقي، واكتشاف الأنماط المشبوهة، مثل التجول غير المعتاد أو محاولة التسلل.
 
ثانيًا: القياسات الحيوية
أنظمة الدخول المعتمدة على بصمة الوجه أو قزحية العين أصبحت أكثر دقة وسرعة بفعل الذكاء الاصطناعي، يتم تحليل البيانات البيومترية ومقارنتها بقاعدة بيانات ضخمة لتحديد هوية الشخص بدقة متناهية، مما يمنع دخول غير المصرح لهم.
 
ثالثًا: تحليل البيانات
الذكاء الاصطناعي لا يكتفي برد الفعل، بل يتنبأ بالخطر، من خلال تحليل بيانات الحساسات، وسجلات الدخول، وحركة الموظفين، يمكنه اكتشاف الأعطال المحتملة أو السلوكيات التي قد تؤدي إلى تهديد أمني، واتخاذ إجراءات وقائية فورية.
 
رابعًا: التكامل مع الأنظمة التقليدية
يمكن دمج الذكاء الاصطناعي مع أنظمة الإنذار، الأقفال الذكية، وحساسات الحركة، ليعمل الجميع بتناغم، فعند حدوث خلل، يتفاعل النظام بشكل ذكي، يرسل تنبيهات، ويغلق الأبواب تلقائيًا، أو يوجه الكاميرا نحو مصدر التهديد.
 
خامسًا: التحديات الأخلاقية
رغم الفوائد، يثير استخدام الذكاء الاصطناعي في الأمن مخاوف تتعلق بالخصوصية، فهل من المقبول مراقبة كل حركة؟، وهل تُستخدم البيانات بطريقة مسؤولة؟.
 
الذكاء الاصطناعي لم يعد رفاهية في أنظمة الأمان، بل ضرورة، إنه الحارس الذي لا ينام، والمحلل الذي لا يخطئ، والمستجيب الذي لا يتأخر، ومع تطور هذه التقنيات، يبدو أن مستقبل المنشآت سيكون أكثر أمانً، ولكن أيضًا أكثر ذكاءً.