كمال زاخر 
يعيشون في غيبوبة مقدسة، لأنهم انتقلوا بحيازة الرتب الي حياة رغدة متنعمة لم تكن لتتحقق لهم لو بقوا في حياتهم التي جاءوا منها، محاسب دكتور موظف كيميائي مهندس... ، حين كان سقف طموحاتهم اربعة جدران وباب يسترهم، وهم يكدحون في مواجهة مطالب الحياة والحد الأدنى من التحقق، إن تحقق!!! 
الآن قداسة وهيئة وهيبة مصنوعة، وسفر لبلاد لم يكن يعرفونها إلا في دروس الجغرافيا، ومقرات تنافس القصور، وكراسي وملابس وطقوس امبراطورية. 
 
ثم يُصَدّرون للعوام صورة مخاتلة؛ ورعة متضعة خادمة، محاطة ببخور له فعل الدخان الأزرق، وسجود يعمق ذهنية العبيد، وعباءات فاطمية وألقاب فرعونية، تنقلهم إلى مناخات العصور الوسطى، وخواء معرفي يستدعي الوهم والخرافة يغذون به وجدان قطيع الخرفان بالماورائيات والروايات المنحولة والمكذوبة، ويرون من يهلك أنه بالأساس إبنٌ للهلاك، ثم يغسلون أياديهم ببراءة مذهلة، وينحنون على مسرحهم ببراعة، تنافس يوسف وهبي، بجملتهم "أخطيت سامحوني".
 
وفي تزامن تتحول هيراركيتهم، بالمخالفة لهدفها بحسب الآباء، إلى تسلط من الإعلي تجاه الأدني، لاخضاعهم بالتضييق وربما الإبعاد ومحاصرة معيشتهم وقطع رواتبهم لو كان المرء صعب المراس، لينتهي الأمر بالأدنى، في غالبيتهم، للدوران في فلكهم وهم صاغرون.!!!.  
 
فيما تنتفخ اوداجهم حين تنبههم إلى قصورٍ، او تذكرهم بنذورهم أو مسئولياتهم والتزاماتهم، ويستدعون سلطانهم لاقصاءك وربما فرزك وقطعك وإخراجك من "الملَّة"، بعد تشويهك بكتائب غلمانهم ومريديهم. 
 
اللافت انهم يصنعون الوهم... يصدّرونه و يعيشونه وقد صَدّقوه!!!
 
 
سألت الذكاء الاصطناعي عن معتي تنتفخ اوداجه، فكان رده:
•  تنتفخ أوداجه" هو تعبير يُستخدم لوصف شخص شديد الغضب، حيث تنتفخ عروق الرقبة (الأوداج) بسبب زيادة تدفق الدم خلال الانفعال الشديد. الأوداج هي عروق عريضة في جانبي العنق تضخ الدم بين الرأس والجسد، وانتفاخها يصبح واضحًا عند الغضب.