الأقباط متحدون - السحل مرتين .... وكرامة مواطن مصرى
أخر تحديث ٠٦:٣٠ | الاثنين ٤ فبراير ٢٠١٣ | ٢٧ طوبة ١٧٢٩ ش | العدد ٣٠٢٦ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

السحل مرتين .... وكرامة مواطن مصرى

بقلم: د. عايدة نصيف
اُهدِرت كرامة المواطن المصرى عندما سُحِلَ وضُرب فى أرض الإتحادية بيد من يدَّعون أنهم يحمون مصر، مشهد يُندى له الجبين ويعتصر القلب المًا ،ويمتلىء حزنًا على كرامة وطن بأكمله ، واتعجب من هؤلاء الذين يريدون أن يكمموا الافواه ولا يدركون ان مصر بأبناءها لن تصمت على هذا العار الذى يلحق بها ، فكل يوم تخسر من شبابها كى تحصل على حريتها ،خرج اليوم بالالاف في مسيرات وتظاهرات كبيرة في مختلف المدن المصرية رغم سوء الأحوال الجوية، ليعلن  الشعب المصرى غضبه من السلطة الحاكمة ، ورفضه لممارساتها الإجرامية خلال الأسبوع الماضي بعد أن تسبب العنف ضد المتظاهرين في استشهاد أكثر من سبعين مواطن وإصابة الآلاف. هذه الهجمة هي استمرار وتصعيد من البطش ضد الشعب المصري ومحاولة وأد الثورة المصرية عن طريق فرض حالة الطوارئ وحظر التجوال في مدن القناة المشتعلة، التى تصدت له جماهير بورسعيد والسويس والاسماعيلية.

والمصيبة الكبرى التى حدثت هى إهدار كرامة مواطن مصرى فى وطنه تحت ظل الجهاز الامنى للدولة، وتحت ظل الخرطوش ولم ارى ذلك طيلة حياتى فى عهد النظام السابق الذى خرجنا ضده من اجل تحقيق الكرامة الإنسانية التى اهدرت بشكل غير انسانى يعبر عن النزعة الحيوانية ، واتساءل هل يستحق هذا الشعب هذه الممارسات المفجعة ؟ وهل غاب العقل عن السلطة الحاكمة ، ام انه يريد قمع الحريات ويرجعنا الى عهود ما قبل  العصور المظلمة ،هل الممارسات التى وجهت الى زهرة شباب مصر ومنهم محمد الجندى الذى يرقد بين الحياه والموت لانه لم يقبل اهدار كرامته ، هل اصبح الدفاع عن كرامة الانسان يقابله السحل والضرب والقتل وكشف العورات ،فالمواطن الذى سحل امس سحل مرتين واهدرت كرامته مرتين ، مرة عندما ضرب وسحل وكشفت عورته واهدرت انسانيته ، والمرة الثانية عندما مارسوا الضغط عليه ليدلى بأقول مخالفة للواقع الذى شاهده العالم بسبب خوفه وفقره وجهله ليظهر عجز المواطن امام نفسه وامام ابناءه ،
واتساءل اين مجلس الشورى الذى جعل نفسه مشرعا عن الشعب واين موقفه من هذا العار الذى لحق بنا ، اطالب كل الشرفاء فى هذا المجلس ان يعلنوا رفضهم وادانتهم لهذه الممارسات بشكل قاطع ويأخذون اجراءت سريعة ضد الممارسات الهمجية ، او ان يعلنوا انسحابهم من هذا المجلس المشين ،الشعب المصرى تاريخه يعلن انه لا يقبل الهوان والعار ، وتاريخه يشهد انه لا يحتل من قبل اى قوة سواء خارجية او داخلية ولن يصمت على هذا العار ، والشارع يعلن ذلك الى ان تتحقق الحرية ليحافظ على كرامته ولن يجف الدم الى ان تتحرر مصر الحبيبة من الطغيان الآثم.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع