ديڤيد ويصا
بستغرب على المسيحيّين، وبالذّات الخُدّام منهم ..
اللي لما يشوفوا واحد عمل خير في ناس ..
زي انه عالهم ماديًّا، أو انه عالجهم لو دكتور ..
يقولوا بمنتهى الأريحيّة واليقين، على السوشيال ميديا ..
إنه أكيد هيكون في السّما ..
مع انهم بيبقوا عارفين كويّس اللي هيحصَل وسط المسيحيّين ..
من جدل وتشتيت ولخبطة وأسئلة بخصوص إيمان الشّخص وعقيدته!
--

ليه بستغرب؟ عشان حاجتين:
الأولى ..

إن المسيحيّين دول عارفين كويّس ان فيه آية عندهم، محفوظة للغالبيّة ..
قال فيها الرب يسوع عن بعض الناس اللي هيقفوا قُصاده في اليوم الأخير ..
وهيقولوا له: "أليس باسمك تنبّأنا وباسمك أخرجنا شياطين ..
وباسمك صنعنا قُوّات كثيرة؟" (مت٢٢:٧)
لكن الرب يسوع هيقولّهم: "أني لم أعرفكم قَطّ ..
اذهبوا عني يا فاعلي الإثم." (مت٢٣:٧)
يعني ناس عملِت خير وخلَّصِت ناس من عذاب سُكنى الشيّاطين فيهم ..
وعملِت قُوّات ومُعجزات كتيرة لناس مش قليلة ..
لكن مكنش ليهم أي علاقة بالرب يسوع ..
والرب وصفهم بإنهم "فاعلي الإثم"!
يعني يا إما شايف اللي عملوه ده "إثم"، مع انه خير وشكله حلو ..
يا إما شايف ان حياتهم مليانة إثم، حتى لو عملوا شويّة خير!
وده معناه ان مش عشان حد عمل خير، يبقى بالتّبعيّة إنسان صالح!
--

التانية ..
إن ديانة "الأعمال الصالحة" باعتبارها "طريقة ووسيلة" الخلاص ..
هي الديانة اللي بتعرف تبيع نفسها للناس بسهولة ..
لكن كمان هي الدّيانة اللي رفضِتها المسيحيّة شكلًا وموضوعًا ..
وقالت ان زي ما فيه "إيمان ميّت" ومزيّف ..
لأنه مش بيُنتِج أعمال صالحة (يع١٧:٢)
فيه بردو "أعمال ميّتة" ومزيّفة ..
لأنها مش نابعة من إيمان سليم وعلاقة حقيقيّة مع الله (عب١٤:٩)
وبالتالي الاتنين مُهمّين ومش منفصلين عن بعض!
--

الخُلاصة ..
نفسي الناس تاخُد بالها من التّشويش اللي بيعمله الخُدّام دول ..
لما بيقدّمولهم مسيحيّة مزيّفة ملهاش علاقة بالمسيح وعمله وفداءه ..
ويقدّمولهم خلاص مرتبط بأعمال الإنسان اللي احنا شايفينها ..
ويتجاهلوا تمامًا دوافع ونوايا الشّخص، ويتجاهلوا علاقته بالله ..
واللي هي مكشوفة لله بس، وهو الوحيد اللي عارف وشايف وكاشف ..
والله شايف الإنسان على بعضُه، مش بس أعماله ومش بس عقيدته ..
وبالتالي هيحكم حكم عادل، شامل، كُلّي، حاطط في اعتباره كل شيء ..
"لأنه ليس كما ينظر الإنسان، لأن الإنسان ينظر إلى العينين ..
وأما الرب فإنه يَنظُر إلى القلب." (١صم٧:١٦)
--

وده معناه ببساطة اننا نبطّل نفترض افتراضات، ملهاش أساس كتابي ..
ونبطّل نصدر أحكام على أساس بس اللي بنشوفه من الناس ..
وكأننا آلهة عارفين القلوب والدوافع والنوايا!
ينفع ندرك محدوديّتنا في بعض الحاجات ونفتكر اننا بشر مش آلهة؟
ينفع نبطّل نلخبط الناس ونشتّتهم، واحنا عارفين انهم مش ناقصين؟
ينفع نصارع مع الله ..
لما نشوف آيات واضحة مش عارفين نركّبها على الواقع ..
بدل ما نطلق افتراضات وأحكام تناقض كلمة الله؟
ينفع نسيب لله الحُكم النهائي، واللي بالتأكيد هيكون عادل وشامل ..
ومستحيل يناقض كلامه الواضح، لأن الله لا يمكن يناقض نفسه؟
ينفع؟
ديڤيد ويصا